قدم الداعية الفقير لربه ولد ببانه محاضرة بعنوان التحذير من الظلم تتطرق فيها المحاضر الى تعريف شامل للظلم وطريق التخلص منه .
هو الجور وإيقاع الأذى بمن لا يستحق، وهو وضع الأشياء في غير موضعها الصحيح، وإمالة ميزان الباطل على ميزان الحق، وسلب الحقوق زوراً وبهتاناً، وإعطاء من لا يستحق حقاً ليس له فيه أي حق، وهو الانحراف عن طريق العدل، والانحياز للباطل، وقد حرّم الله سبحانه وتعالى الظلم على نفسه، وجعله مُحرّماً على عباده، وقد حُرّم الظلم في جميع الأديان والشرائع السماوية، ولا تقبله الأعراف ولا التقاليد، لما له من عواقب وخيمة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، وحتى على مستوى البلدان، والظالم ملعونٌ ومطرودٌ من رحمة الله تعالى، يقول جلّ وعلا في محكم التنزيل: (ألا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [هود:18]، ويقول عليه السلام في الحديث الشريف : (اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) [رواه مسلم]. أنواع الظلم ظلم الناس فيما بينهم وبين أنفسهم، وظلمهم فيما بينهم وبين الله تعالى: ويندرج تحت هذا النوع من الظلم، الشرك بالله سبحانه وتعالى، وهو أعظم أنواع الظلم، وكذلك الكُفر، والنفاق، وفعل المعاصي والمنكرات، واقتراف الكبائر من الذنوب، واتباع الشهوات والشيطان، وعدم طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله؛ حيث يصف الله سبحانه وتعالى الشرك بقوله : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان:13] ظلم الناس لبعضهم البعض: أي بغيهم على بعضهم البعض، ونصر الباطل على الحق، ومنح من لا يستحق حقوق الآخرين، وسلب الحق من صاحبه الحقيقي، وأن يأكل الشخص أموال الناس، وأن يضربهم، ويشتمهم، ويتعدّى على حقوقهم، والاستطالة على ضعفهم، وسلب مال اليتيم دون وجه حق، والمُماطلة في الإيفاء بحقوق الناس وأموالهم والوفاء لهم مع القدرة على ذلك، وظلم المرأة بأخذ مهرها، ومنعها من التعليم، والعمل، والمُماطلة في كسوتها ونفقتها. ظلم العبد لنفسه: وذلك بألّا يضع نفسه في مكانها الصحيح، ولا يُحافظ على نفسه ودينه، وأن يستسلم للشهوات والذنوب، وألّا يصنع لنفسه أي مستقبلٍ مهم، وأن يُهمل في صحته، ولا يتزوّد من العلم والأخلاق والأدب والثقافة.
طرق التخلص من عادة الظلم
تذكّر العبد دائماً أنّ الله تعالى لعن الظالمين وتنزّه عن الظلم، وجعل العدل أساس كل شيءٍ في الحياة.
التفكير في سوء عاقبة الظالمين، وكيف أنّ الظلم يدور ليقع على صاحبه في النهاية.
الإكثار من الاستغفار ذكر الله سبحانه وتعالى.
النظر في سيرة الأنبياء، والمرسلين، والسلف الصالح وكيف أنّهم لم يكونوا ظالمين.
تذكّر الآخرة، والمشي على الصراط، ومشهد العدل والفصل في يوم القيامة.
تجنّب الشعور باليأس من رحمة الله تعالى وعدله.
ردّ الحقوق لأصحابها، والابتعاد عن الظلم بكافّة أشكاله وتجنّب دعوة المظلوم.