بنت سيداتي تتعرض للتحرش الجنسي والتحايل بعد سجنها في غرفة ضيقة "تفاصيل مؤلمة "

أربعاء, 06/27/2018 - 05:13

 

من ضواحي حي "لعريقيب" الواقع في مدينة نواذيبو (المدينة الشاطئية شمالي موريتانيا) بدأت قصة بنت سيداتي , أرادت ابنة الثلاثين ربيعا تغيير واقعها بعد طلاقها من زوجها الذي ترك لها خمسة أطفال هي المعيل الأول بالنسبة لهم , وبعد وفاة والدتها, حاولت البحث عن عمل تستطيع من خلاله إعالة أبنائها وكانت الشركات الصينية العاملة في مجال الصيد الملاذ المباشر لها, غير أن العمل الشاق في مصانع السمك والتعرض المباشر للبرودة القاسية جعلاها تبحث عن عمل أفضل .

 تقول بنت سيداتي : " اتصلت بي سيدة تعمل رئيسة النساء في منظمة حقوقية وأخبرتني أن هناك فرصة للعمل في السعودية وتغيير مستواي المعيشي  عبر أناس لم أعرفهم, حيث سأحصل على مرتب كبير "1000 ريال" , ساعدتني السيدة في الحصول على جواز السفر وأوصلتني إلى الوكالة, بعد إكمال جميع الإجراءات الضرورية تم التوقيع على عقد عمل بموجبه أقوم ببعض الأعمال المنزلية في المملكة السعودية مقتصرة على تنظيف منزل صغير دون الطبخ وغيره من الأعمال الشاقة، أخبروني أيضا أن هناك غرفة لائقة آوي إليها بعد انتهاء العمل, غير أنني صدمت بواقع مخالف, وجدت فيلا كبيرة أعمل فيها طوال اليوم ولم أحصل على غرفة للنوم". 

 كل تلك الظروف زرعت الشك في قلب بنت سيداتي إلا أن التفكير في أطفالها ,وأن لها أسرة تحتاجها جعلاها تصبر على  العمل الشاق والظروف السيئة إلى أن وصل الأمر للتحرش الجنسي، فبدأت المخاوف تراودها بأن هناك أمرا غير طبيعي، اتصلت السيدة بالوكالة وأخبرتهم بالقضية إلا أن الرد كان دون المستوى وازدادت الصدمة حين مزق الكفيل العقد وأخبرها بأن الوكالة التي أرسلتها تحايلت عليها .

 بعد إصرار العاملة على مغادرة المنزل أرسل إليها صاحب الوكالة أحد معاونيه في السعودية والذي وجهها بدوره إلى وكالة أخرى غير أن الصدمة كانت أكبر  تضيف  " وصلت إلى عمارة فيها مكتب اتضح لي من الوهلة الأولى أن هناك عملية اتجار بي وهو ما أكده لي الشخص الثاني الذي أخذني إلى عملي الجديد, حاولوا فرضي على مزاولة بعض الأعمال الشاقة غير أنني رفضت, عندها سجنوني في غرفة فاتصلت على نشطاء وحقوقيين موريتانيين أبلغتهم بالوضع المزري الذي أعانيه في السعودية , وكنت أتحين الفرص حتى جاءت لحظة الهروب التي أوصلتني إلى مجمع السفارات ومنه إلى مكتب شؤون الخادمات والذي التقيت فيه بمجموعة من الضحايا"

 قصة بنت سيداتي تختلف قليلا عن قصة بنت دودو  "34سنة" والتي تم الزج بها في سجن قسري بسبب رفضها طاعة من قالوا إنهم دفعوا أموالا طائلة لجلبها من موريتانيا على أنها عاملة منزلية.

 تقول بنت دودو " أخبروني أنني سأزور الأماكن المقدسة حيث يمكنني أداء فريضة الحج, وأن ساعات العمل لا تتعدى أربع ساعات في اليوم, وسأحصل على راحة كل 15يوم, و سأكون بخير وأستطيع جني المال ومساعدة أطفالي لأنني المعيلة الرئيسية , أجريت جميع الإجراءات في شهر رمضان من العام 2015 وسافرت رفقة 12 سيدة كنا كلنا عاملات منازل, غير أنني اصطدمت بواقع مغاير حيث كانت المعاملة مزرية وكان العمل شاقا ومتواصلا طيلة فترات النهار أصبت بمرض ولم أجد أي رعاية صحية من قبل الكفيل الذي كان يريد مني العمل وأنا في حالة مزرية".

 لاحقا تم تقديم شكاية من بنت دودو وبعض العاملات على أنهن لم يقومن بعملهن بالشكل المطلوب وتم إجبارهن على دفع جميع التكاليف التي تم صرفها من أجل استجلابهن إلى المملكة وهو ما أكد لديهن أنه تمت المتاجرة بهن عندها طالبن بإعادتهن إلى موريتانيا حيث حكمت المحكمة في الرياض بإعادة الاعتبار لهن وإعادة المبالغ التي أخذها الكفيل وإطلاق سراحهن .

 تتذكر بنت سيداتي  أصعب اللحظات التي عاشتها وهي تحاول أن تكفكف الدموع في عينيها حينما كادت أن تباع في سوق النخاسة وهي بعيدة عن فلذات كبدها, حلم السفر والعمل خارج بلدها بات بعيد المنال.  بالنسبة لها الفقر بين الأهل أفضل من أن تتواجد في حضائر الرق والعبودية الحديثة.

لمتابعة الخبر كاملا  يمكنكم ذلك عبر الرابط التالي :