معركة تكل سنة 1957 ..يوم استخدم الفرنسيون الطيران في مواجهة المقاومة في هضبة تكل

أحد, 02/07/2021 - 06:56

مزلاي سلمى ولد سيدي مولود أحد أبطال و جرحى المعركة

مزلاي سلمى ولد سيدي مولود أحد أبطال و جرحى المعركة

 تعتبر معركة تكل سنة 1957 من آخر المواجهات المسلحة بين الفرنسيين والمقاومة العسكرية في موريتانيا، وجاءت هذه المعركة بشكل خاص مع بداية تأسيس جيش التحرير الشعبي الذي قاده الزعيم الراحل أحمدو ولد حرمة ولد ببانه، واستطاع تنفيذ عدة عمليات نوعية في موريتانيا 

يتحدث السياسي ورجل الأعمال بمب ولد سيدي بادي عن معركة تكل في مذكراته قائلا" في 1957 بدأ نشاط ميلاد جيش التحرير وقد اتصل أحمدو ولد حرمة بشخصيات في الداخل لمساندة جهود جيش التحرير منهم في المنطقة الشرقية مثلا  الشريف اماعالي  في النعمة، وقد انقسم الجيش إلى وحدتين إحداهما ذهبت إلى شرق البلاد إلى مدينة النعمة بينما توجهت الكبرى والمكونة من 100 مسلح إلى الشمال وتحديدا مدينة أطار ودخلوا من جهة " كدية ' تگل   " بعد أن وجدوا الدعم من بعض قبائل آدرار ، وقد قتل عناصر الجيش جندين اثنين من الفرنسيين وجدوهما في الجبل  في منطقة حاسي الشيمام، وبدأت الحرب التي استخدمت فيها فرنسا الطيران لمدة أيام وهو يقصف منطقة جبل تكل بكل عنف وقوة.
بينما طوقت المنطقة من زعماء القبائل  الداعمة للمستعمر والجنود الفرنسيين، وكانوا هؤلاء الزعماء يخافون معاقبة الفرنسيين لهم إذا ساندوا أو ساهموا في إخفاء عناصر جيش التحرير.
لقد كانت خسائر جيش التحرير كبيرة وموجعة حيث لم يخرج من الجبل من تلك المائة مقاتل إلا ثلاثون وبطريقة احترافية  حيث خرج عناصر جيش التحرير من جبل تكل إلى منطقة "سنين كمب"، ودخلوا في الكهوف في سفح الجبل، فأعادت فرنسا قصفهم من جديد، فيما قام العناصر المدنيون بمحاصرة جيش التحرير، وتواصل القصف الجوي القوي على منطقة سنين كمب، وبعد تضييق الخناق على مقاتلي جيش التحرير، استطاع عناصره الخروج من الجبل وذلك بطريقة احترافية، حيث يخرجون من الجبل يضع كل منهم قدمه في موضع خطو الآخر، بحيث يظهر أن الذي خرج شخص واحد لا أكثر، وهكذا خرجوا إلى المنطقة الجبلية في شوم، قبل أن يدخلوا ضمن دائرة النفوذ الإسباني، حتى لا تتهم بها قبيلة من قبائل الطوق إذ أن كل قبيلة مسؤولة عن حيّز معين وقد قتل من تلك الثلاثين اثنا عشر مقاتلا ولم يعد إلى المغرب إلا ثمانية عشر .

رواية أخرى 
تؤكد رواية أخرى أن عدد قتلى الجيش الفرنسي وصل إلى 14 عسكريا من رتب مختلفة، وقد كان القصف الفرنسي عنيفا جدا، وبعد هذه المعركة توجت فرنسا وإسبانيا علاقتهما في المنطقة بتوقيع اتفاق حمل اسم المكنسبة، وكان هدفه تضييق الخناق بشكل نهائي على المقاومة وأطرافها المختلفة