لوادان... / محمد ولد سيدي عبد الله.

أربعاء, 02/10/2021 - 00:24

 

مكنتني الإجازة التي أقضيها هذه الأيام في الداخل، من التواصل مع مئات الأشخاص، من ضمنهم أرباب وربّات أسر، وموظفون وعمال، وأصحاب حرف، ومنمون ومزارعون، وشباب تفيض نفوسهم بالطموح إلى تغيير واقعهم...
سعيت خلال اللقاءات والحوارات مع مختلف هذه العينات، التي تمثل الطبقة العريضة من سكان البلاد، إلى أن يكون النقاش عفويا وصادقا ومستمدا من الواقع، ومستجلى من حقيقة لا يشوبها صراخ “مستدوَن” ولا مستكتَب، ولا مجبول على الإنكار والمزايدة؛ فرأيت أن أدوّن بعض الملاحظات التي خرجت بها، لأنها تشكل من وجهة نظري استبيانا ميدانيا وخلاصة لما حملته هذه اللقاءات، بعيدا عن أحاديث المثبطين وأقاويل بعض أدعياء الاهتمام بهموم الوطن وأهله:

أولا: الارتياح العارم الذي يسود النفوس، استئناسا بما وصل إليه مستوى الاطمئنان على العدالة، وما يطبع الساحة السياسية من هدوء، والأمل الذي يسكن كل شخص بتغيير المنظومات الأخلاقية والاقتصادية و الاجتماعية نحو الأفضل.
ثانيا: انخراط أغلب هؤلاء في المشروع الذي حمله تعهداتي، واندفاعهم في الإشادة بكل ما تحقق خلال فترة وجيزة، رغم إكراهات الجائحة.
ثالثا: انشغال مختلف هؤلاء بالمشاريع التي انطلقت خلال الشهور الماضية، وتلك التي يجري العمل على إطلاقها، وهي بالمناسبة مشاريع وبرامج طموحة استهدفت مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية والبنى التحتية...
رابعا: استفادة غالبية المواطنين في هذه الربّوع؛ من الزيادات التي عرفتها الأجور والمعاشات والتدخلات لصالح الفقراء...
الناس هنا تستوطن واد التثمين والأمل، وتعتبر كل ما يُسمع من صدى لأصوات سكان الفضاء الافتراضي، مجرد مفردات منفصلة، لا تمتلك القوة التركيبية التي تجعلها تصل المسامع على شكل جمل مفيدة، وأن الواقع كفيل بالإجابة على مفردات رواد ذلك الفضاء، التي بدأت تتكسر على صخرته.