كان اليوم يوما طويلا على الصحفيين مليئا بالانتظار الممل رغم التشوق لأيام إعلامية بعد موجتي كورونا وما صاحبهما من إغلاق .
مع ساعات الصباح الأولى تحددت الوجهة فكانت بوابة قصر العدل حيث كان الحضور قليلا والأخبار شحيحة جدا حتى من داخل القصر ففرضت إجراءات صارمة داخله تم بموجبها منع كل الموظفين فى القصر غير العاملين فى النيابة من دخولها التي واقتصر على عمالها فقط .
بعد ساعات من الانتظار كانت سيارة عسكرية تطلق صفاراتها إيذانا بحضور مشمولين فى باص مظلل تظليلا كاملا لا يري من بداخله حيث دلف إلى داخل القصر وانتهت القصة سريعة قبل أن تبدأ .
أمام قصر العدل أحكمت مكافحة الشغب طوقا أمنيا على المبنى بعدد من السيارات وسمحت للمارين بكامل الحرية وظلت حركة السيارات بشكلها الطبيعي بينما وقف مفوض على مدخل القصر يتولى السماح بالدخول لمن يحق لهم ذلك أو من يسمح لهم به.
حين وصل الباص الأول ظن الجميع أن كل المشمولين فى الملف وصلوا مبنى العدالة فقد كان الباص كبيرا والمدعوون يبلغون العشرين إلا أنه وبعد وقت تأكد الجميع أن من وصلوا كانوا خمسة فقط وليس من بينهم الرئيس السابق محور الاهتمام الإعلامي ثم بعد ساعات من الانتظار وصل الباص نفسه أو غيره بنفس الملامح لتكون النتيجة وصول خمسة آخرين ثم تلاه فوج آخر مع المغرب ولم يصل الرئيس السابق.
أمام مبنى قصر العدل وإلى الغرب منه تجمع بعض أنصار النظام السابق وقليل من أنصار النظام الحالى حيث حرص كل منهم على الوصول لكل وسائل الإعلام وحتى المدونين وغيرهم من أجل إيصال رسالته التى يريد وزاد العدد مع ساعات المساء وكان أغلبه من مناصري الرئيس السابق فقط .
لم يلاحظ حضور مناصرى الرئيس السابق المشهوين بينما كان هناك عدد من المواطنين يحرصون على الدفاع عنه ووصفه بالقائد الملهم والرجل القوي وبانى موريتانيا وصاحب الفضل فى الطرق والجيش وغيرهما .
ورغم عدم معرفة أغلب من دافع عن الرئيس السابق بالسياسية أوإتقانهم لما يريدون إيصاله فإن عددهم كان معقولا وكان تركيزهم بعد الدفاع عن الرئيس السابق يستهدف الرئيس الحالى الذى نعتوه بالغدر وعدم الوفاء كما احتل وزير الدفاع الحالى المرتبة الثانية من حيث التهجم وكان جميل منصور وأحمد ولد داداه فى نفس الوتيرة مع مناصري النظام الحالى الذين تم وصفهم بالمتملقين .
ومع وقت المغرب زاد الحضور من فضوليين وعائدين من أعمالهم وبعض المدافعين عن الرئيس الحالى ونظامه لينفض الجمع بعد أطلب منهم الدرك والشرطة ذلك .
أعاد وكيل الجمهورية بنواكشوط الغربية كل المتهمين الذين تم الاستماع إليهم إلى إدارة الأمن ليبيتوا ليلتهم هناك فى انتظار يوم جديد من المحاكمة التى شغلت الشارع الموريتاني لفترة طويلة . نقلا عن موقع السراج الاخباري