المؤسسات التعليمية في موريتانيا ..الطريق نحو المجهول

أحد, 03/14/2021 - 11:42

وأنت تمر من أمام أي مؤسسة عمومية موريتانية في أوقات الاستراحات اليومية أول ما يلفت انتباهك هو ازدحام مداخلها وجنبات حائطها بأعداد كبيرة من الطلاب الباحثين عن قليل المتعة والترفيه لالتقاط الأنفاس بعد حصة نالت من الجهد الجسدي والنفسي ، غير أن عدم توفر حاضنة كالمكتبات والقاعات الرياضية وغياب الرقابة أثناء الاستراحة يجعل منها خطرا حقيقيا يترصد كل تلميذ ويجعله عرضة للانجراف إلى متاهات المجهول بدل ضمان المستقبل . لا يخفى على أي مراقب للشأن العام اليوم ما تشهده الجريمة من تطور في ظل انتشار كارثي للمخدرات والمؤثرات العقلية بكافة أنواعها المنشط منها والمثبط والمهلوس وإذا وضعنا في الحسبان الأساليب المتبعة من طرف المروجين لها والفئات المستهدفة بها ندرك حقيقة حجم الكارثة التي نقف على أعتابها ولتتضح الصورة أكثر دعونا ننظر إلى الواقع لنكشف الثغرات المتاحة للذئاب البشرية المتربصة بفلذات أكبادنا بعد مرورنا بعدة مدارس وإجراء استطلاع لآراء التلاميذ والطواقم توصلنا إلى ما يلي : أولا : في حال تأخر التلميذ عن الوقت في هذه الحالة أغلب المدارس تسد أبوابها في وجوه طلابها بدل أن يكون هناك احتواء لهم داخل مكتبة تحت إشراف مراقب إلى حين إبلاغ وكيله وبهذا يجد التلميذ نفسه مضطرا لقضاء ساعات في الشارع ولك أن تتخيل :بمن يمكن أن يلتقي؟ أين يمكن أن يذهب؟ ما الذي يمكن أن يتناول؟ وهناك حالة مشابهة هي حالة تعرض التلميذ للطرد من الحصة. ثانيا : عند الخروج للاستراحة الحاضنة هي الشارع الفسيح ولا شيء غيره. ثالثا : الباعة في محيط مدارسنا هم كل من هب ودب لا رقابة على نوعية المبيعات؛ صلاحيتها مكوناتها ، مصادرها رغم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر صحية لا تحصى ولا تعد. رابعا : يعمد الصيادون الخبثاء بكل أصنافهم: بائعوا المخدرات ؛ اللاهثون خلف الرذيلة وغيرهم يعمدون إلى تلك البئة الخصبة الغنية بالفرائس فهم يدركون الواقع جيدا وهو ما يسهل مهماتهم ويحققها دون عناء ومع ذلك فبدل أن نحذر ونحتاط أكثر فنحن نتهاون ونفرط . تتطور التكنولوجيا في العالم فتتطور معها كل نواحي الحياة بما فيها الجريمة وتبقى العقليات في موريتانيا كما هي ليبقى المجهول هو مصير كل شيء بما فيه مصير من نعول عليهم لحمل مشعل البناء في المستقبل. بلوحة مفاتيح : أحمدو ولد محمدالأمين