يستعد سكان الحوض الشرقى عموما ومقاطعة تمبدغه خصوصا لحدث رسمى كبير نهاية الشهر الجارى، وهو معرض الثروة الحيوانية بحضور رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، وأعضاء الحكومة ومجمل السفراء المعتمدين بموريتانيا، ورجال الأعمال والشركات المستثمرة فى مجال الألبان، وبعض أطر الدولة وكبار الفاعلين فيها.
ولأن الحدث ذا صبغة تنموية، فهو محل ترحيب وتقدير من كل سكان المنطقة ومنتخبيها، بحكم الحاجة القائمة إليه، والاستفادة المتوقعة منه، والرغبة فى احتضان المنطقة لأي حدث من شأنه أن يمنح السكان فرصة للتعبير عن آرائهم، والاستفادة من خيرات وطنهم، مهما كانت محدودية الفترة وحجم المنجز فيها.
وبما أن الرئيس قرر أن يتحرك باتجاه المنطقة فى لحظة صعبة، مصحوبا بهذا الكم من الأطر والفاعلين، فإن اقتصار الأمر على معرض الثروة الحيوانية - رغم أهميته- هو تبديد للجهد، ونقص القادرين على التمام، فى ظل الحاجة لبعض الخطوات البسيطة، وذات الأثر الإيجابى على حياة الناس.
وبحكم التخصص والدور الذى كلفت به مع غيرى داخل جهة الحوض الشرقى، ونظرا للإحساس بالحاجة القائمة للعديد من ملامح الدولة وفرص التنمية، وتقديرا للخطوة الرئاسية القاضية بتنظيم معرض للثروة الحيوانية بتمبدغه، فقد أرتأيت أن أتقدم إلى رئيس الجمهورية ببعض المقترحات، لتكون الفائدة المتوقعة من الزيارة أعم، والنتيجة أكبر، وهو أمر يمكن للقطاعات الوزارية القيام به، بالتزامن مع الزيارة الأولي للمنطقة، من أجل مزيد من الديناميكية فى العمل التنفيذي، وللخروج بما ينفع الناس ويمكث فى الأرض، بدل الاكتفاء بحدث عابر أو مهرجان خطابى، أو حضور رسمى تنتهى ملامحه بانفضاض الجمع الذى شارك فيه.
وهذه أبرز القضايا المطروحة بإلحاح لدى السكان، والمقترحات الممكن تنفيذها بالتزامن مع الزيارة المنتظرة لرئيس الجمهورية :
(١) الإعلان عن تقطيع إداري جديد، يتم بموجبه إعادة النظر فى الواقع القائم، عبر استحداث مقاطعة جديدة بالمنطقة (أوكار) أوترفيع بعض المجالس المحلية ذات الكثافة السكانية إلى رتبة مركز إداري (أم آفنادش.. أطويل) من أجل ضبط المنطقة، وتعزيز فرص التنمية فيها، وتقريب الخدمة العمومية من طالبيها.
(٢) إطلاق برنامج هيكلة المدن الرئيسية فى المناطق الشرقية ومباشرة تخطيط المبرمج منها خلال الفترة الحالية (كيفه. لعيون. تمبدغه).
(٣) الإعلان عن ترميم ثانوية تمبدغه، وبناء بعض المدارس الابتدائية بالمقاطعة لمواجهة الضغط الناجم عن ضعف البنية التحتية، والكثافة السكانية بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة.
(٤) إطلاق توسعة جديدة لشبكة الكهرباء بمقاطعة تمبدغه، لمواجهة الطلب المتزايد على خدمة الكهرباء، جراء النزوح الكبير لسكان الريف نحو المدينة.
(٤) تأسيس معهد إسلامى بالمقاطعة، لاستعاب طلاب المحاظر، والمهتمين بعلوم اللغة العربية من أبناء المنطقة.
(٥) فتح فرع من مركز الترقية النسوية بتمبدغه، من أجل السماح للفتيات بالولوج إلى محاضن التكوين والتأطير، فى ظل صعوبة التنقل إلى العاصمة، ومخاطر الجهل الناجمة عن العزلة والتسرب المدرسى.
(٦) تمويل بعض التعاونيات النسوية العاملة فى مجال الزراعة، بالتزامن مع الزيارة من أجل ضخ سيولة بالمنطقة، ومد يد العون للأوساط الأكثر هشاشة ، بعد سنة من جائحة كوفيد ١٩، وما خلفته من أضرار إقتصادية كبيرة.
(*) المصرية بنت عابدين / عضو المجلس الجهوى فى الحوض الشرقي
17/03/2021