قبل أكثر من سنة ربما، استحضر أخي ورفيقي، النائب الموقر د. عبد السلام ولد حرمه ولد عبد الجليل، ذكرى صدور كراس “البعث والحراطين” مطلع سنة 1980 عبر صفحته على الفيسبوك، وهو ما أثار حينها الكثير من ردود الفعل.. إلى جانب الذكريات..
مازلت أتذكر تلك الوثيقة، التي اطلعت عليها لأول مرة وأنا مازلت تلميذا في الإعدادية بمدينة أطار. حينها، كنت نشطا في الحقلين الثقافي والرياضي اللذين هما المتنفس الوحيد المتاح في ذلك الوقت أمام المراهقين والشباب من أبناء جيلي.
كنت “رئيسا” لثلاثة من الأندية الثقافية والرياضية الشبابية، التي كانت تنعش الحقل الثقافي والرياضي آنذاك في مدينة أطار، هي على التوالي نادي المستقبل، ونادي التجديد، ثم نادي الوحدة.. كنا مجموعات تضم عشرات الشباب، ونقوم بتنظيم أمسيات وندوات ثقافية، وعروض مسرحية بشكل منتظم تقريبا كل مساء في مختلف أحياء المدينة.. كما كنا ننعش دوريا رياضيا ساخنا لكرة القدم.. حيث تجرى المباريات في كل عطلة نهاية الأسبوع على أرضية الملعب البلدي في أطار، الذي تحول مؤخرا -للأسف- إلى حقل للطاقة الشمسية في غير مكانه المناسب..
آنذاك، طبعا.. وربما لحسن الحظ، لم تكن موجودة بعد أجهزة التلفزيون ولا هواتف الموبايل ولا الانترنت.. وبالتالي كان لدى الشباب وقت أكثر.. وفراغ أكثر… وكان الجميع، يعني الشباب والعائلات من أهالي المدينة، يحضرون إلى تلك الأماسي بدافع الإطلاع والتثقف والتنفيس عن واقع الحياة اليومية الرتيبة، لكن أيضا، بدافع التنافس الإيجابي بين الحركات السياسية السرية، الذي كان محتدما في المدينة آنذاك من خلال حمى هذه النشاطات الثقافية والرياضية التي لا تتوقف.
المهم، كانت ردة فعلي الأولى بعد قراءة كراس “البعث والحراطين” بكل اهتمام وتمعن، هو أن اقترحت على الشباب أن نعمل مسرحية لمعالجة موضوع الرق وأهمية التحسيس بمكافحة العبودية ودور الشباب في تلك المهمة النبيلة..
وقد تحمس الشباب جدا للاقتراح.. ثم قمت بكتابة نص السيناريو، وكنت متعودا على كتابة مثل تلك النصوص في ذلك الحين، حيث غالبا ما أكون كاتبا ومخرجا وممثلا في نفس الوقت.. بحكم أنني تدربت كثيرا على فن المسرح المدرسي وممارسته وأنا في المدرسة الابتدائية في مدينة أزويرات، حيث قيض الله لنا آنذاك معلمين أكفاء، متنورين وضالعين في ذلك الفن العجيب، ومقتنعين بأهمية تعليمه لتلامذتهم.. مازلت أذكرهم بخير.. مثل سيدي محمد ولد أحمد خليفة، والمصطفى ولد اعلي بطالب، وسيدي محمد ولد عابدين سيدي، وبا عبدول با، وباب ولد باب أحمد، وعبد الرحمن ولد سيدي محمد، رحم الله الراحلين منهم، وأطال بقاء الأحياء..
بعد أسابيع من التدريب على المسرحية التي لم أعد أتذكر عنوانها، تم عرضها على ما أتذكر ليلة 7 ابريل 1981 في حي “اقنمريت” في أطار، إحياء لذكرى تأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي… رغم أن رفاق الدرب كانوا يعانون في تلك المرحلة الكثير من الاضطهاد والتنكيل بهم من طرف النظام العسكري الحاكم، الذي زج بالعشرات منهم في غياهب السجون والمعتقلات..
نالت المسرحية نجاحا باهرا لدى الجمهور.. فرغم جدية ومأساوية الموضوع، استطعنا إخراجها بلمسات فنية وكوميدية أعجبت المشاهدين، وجعلتهم يتعاطفون بصدق مع موضوع المسرحية.. حيث يهرب الشاب شقران من أسياده في البادية نحو المدينة من أجل الحصول على عمل، لكن الأسرة تنقسم بين مؤيد ومعارض لدخوله المدرسة.. وتنتهي القصة بنجاحه في الدراسة والحصول على عمل مهم ووضعية اقتصادية مريحة مكنته من العيش الكريم والتصالح من موقع قوي مع بقية أفراد العائلة المقيمين في الريف..
أتذكر تلك الليلة.. بعد 38 سنة.. والحمد لله أن أغلبية الشباب الذين شاركوا معي في ذلك العمل الثقافي والسياسي ما يزالون على قيد الحياة- أطال الله بقاءهم- وربما يتذكرون أفضل مني تلك التفاصيل… نص المسرحية مخطوط بالقلم على دفتر مدرسي من فئة 50 صفحة، وربما يكون محفوظا لدى أحد الشباب أو الشابات والذين يعرفون جيدا أنفسهم.. وأنفسهن.. وقد عملوا معي آنذاك بكل همة وحماس واهتمام لإخراج ذلك العمل..بشكل ناجح..
ربما يكون ذلك العمل من الناحية الكرونولوجية، أول سيناريو درامي حول موضوع معالجة ظاهرة الرق في المجتمع الموريتاني.. تماما كما كان ” كراس “البعث والحراطين” الصادر مطلع سنة 1980 أول نص تحليلي سياسي -سوسيولوجي يتطرق لهذا الموضوع بشكل جدي، منهجي، مفصل وجريء في الوقت ذاته…
لكن، لماذا لم تتواصل وتتطور دراسات العلوم الإنسانية في الإتجاه الذي طرقه -ولو من باب السياسة الواسع- كراس “البعث والحراطين” في تلك المرحلة المبكرة نسبيا من تاريخ هذا البلد؟
ولماذا لم يستفد الدارسون من طفرة التطور الذي عرفته العلوم الإنسانية، ومن توفر المعطيات البحثية المختلفة التي أفرزت شذرات منها بعض التحريات والبحوث القليلة في هذا المجال حول هذه الظاهرة سواء في موريتانيا أو في بعض بلدان المغرب العربي التي تتقاسمها مع موريتانيا؟
لماذا بعد قرابة ستين سنة من الإستقلال لم تتبلور إرادة سياسية حقيقية لدى المجتمع والدولة في هذا البلد ليس فقط لمعالجة العبودية وآثارها ومخلفاتها معالجة حاسمة، بل لماذا لم تظهر حتى الآن جهود علمية وأكاديمية جادة من أجل فهم وتفسير الظاهرة نفسها بشكل علمي متجرد ضمن سياقها المجتمعي والتاريخي؟
لماذا حتى اليوم، لا تجد أجيال الموريتانيين -من بعد جيلنا – غير معلومات بسيطة حول الموضوع، لا تتعدى العموميات، من قبيل أن كلمة “الحراطين” أو “الحراثين” حسب بعض الباحثين، ربما هي تحريف لكلمة أمازيغية هي “أهرضنن”، المشتقة من مهنة زراعة البساتين، قبل أن تأخذ لاحقا دلالات أخرى، أكثر تمييزا وإقصاء من منظور سوسيولوجي، في السياق المجتمعي المغاربي عموما والموريتاني بشكل خاص؟
لماذا لم يتم تعميق الفرضيات الإنتروبولوجية حول الهجرات “الأمازيغية” القادمة من شمال إفريقيا التي التحقت مبكرا بقبائل “كنار”؟ ولماذا لم تدرس جديا أنظمة “الجينوم” لدى تلك القبائل التي يقال في الأدبيات بأن “الاحتراق” قد غلب على بشرتها بسبب كثرة التعرض للشمس أثناء ممارسة الزراعة، فسماها الباحثون بـ “الأثيوبيين” أو “الأحباش”، والتي من بينها “إثكرن”، أو”ايزكارن” و”إيرناكن”، التي اشتهر أفرادها بممارسة الزراعة في الوديان والواحات.
ولماذا لا يتم التعمق في البحث والتحقيق العلمي في أماكن تواجد تلك القبائل وتراثها الإتنولوجي والأنتربولوجي، وهي التي كانت تنتشر بداية في مناطق صالحة للزراعة، خاصة في جنوب وغرب آدرار، وربما شكلت، بعد الاختلاط بقبائل “كنار”، النواة الأصلية لمكونة “الحراطين” الموجودة حاليا ضمن مجموعة “الموريين-البيظان” في موريتانيا، قبل قدوم موجات متلاحقة من المجموعات البربرية الأخرى، ذات البشرة البيضاء، لن تكون آخرها قبائل “صنهاجة” بمختلف بطونها من “لمتونة”، و”مسوفة”، و”اكدالة”، و”اللمطة”، و”جزوله”، التي استوطنت البلاد في القرنين الثاني والثالث الميلاديين، وهي القبائل التي أدخلت استعمال الجمل إلى البلاد، ليصبح فيما بعد وسيلتها الناجعة للسيطرة على الصحراء.
لماذا لا يهتم باحثونا وأكاديميونا بالدراسة العلمية للكيفية التي أفضت بديناميكيات التعاطي الإجتماعي والسياسي المتبادل عبر التاريخ في هذه المنطقة التي تضم بلادنا وتخومها، إلى تحقيق مستوى كبير من الاستقرار والتعايش بين مختلف المجموعات السكانية داخل الفضاء المجتمعي القديم، حتى وإن كان ذلك الاستقرار والتعايش وفقا لمعايير تلك الفترات التاريخية السحيقة، وليس بمعاييرنا اليوم.
كيف تجسد التعايش عبر القرون، في منطقة الساحل والصحراء الموريتانية، بين كل من الشعوب البربرية والزنجية-الإفريقية، والعربية، من خلال تمازج اجتماعي وثقافي عميق، حصل على نطاق واسع فيما بين تلك المجتمعات المختلفة، وعلى كافة المستويات؟
فعلى سبيل المثال، أدى ذلك التمازج من الناحية القومية واللغوية، إلى ظهور مجموعة اجتماعية هي “ماسينا”Macena” جمعت بين “أسوانك” السود” والبربر” البيض، حيث كانت لهجة “آزير”Azeriya” هي اللغة السائدة للتفاهم داخل تلك المجموعة؛
كما نتج عن ذلك التمازج أيضا، ظهور المجموعة الإجتماعية الحالية المعروفة بـ “الموريين-البيظان”، من خلال الإختلاط بين القبائل البربرية الصنهاجية، والقبائل العربية الوافدة من بني “حسان”، لتصبح اللهجة “الحسانية” وسيلة التفاهم بين أفراد هذه المجموعة.
لكن كما أسلفت، لم تكن ظروف وشروط ذلك التعايش القديم، من النواحي السياسية والمجتمعية، والتشريعية والمؤسسية- رغم ما فيها من محاسن لا تنكر- تلبي دوما مطالب الحق والعدل والإنصاف في التعامل مع جميع المجموعات السكانية، سواء فيما بين الأفراد داخل كل مجموعة على حدة، أو بالنسبة لتعاطي المجوعات فيما بينها. كما لم تكن ظروف وشروط ذلك التعايش القديم لتحول دون ممارسة أقسى أنواع التمييز والتهميش، والظلم الاجتماعي، والقهر ضد الأفراد والجماعات داخل نطاق بعض المجموعات السكانية، وكذلك فيما بين بعضها البعض.
لقد نتج عن تلك الوضعية، قيام “عقد اجتماعي” يكرس نظاما مجتمعيا يقوم على أساس تراتبية مجحفة، لا شك أنها كانت جزء من النظام السائد آنذاك على مستوى المعمورة، حيث ترجع تلك الممارسات الإقصائية لحقب ما قبل التاريخ، منذ الحضارات المصرية والبابلية القديمة، وغيرها.
لقد كرس نمط التعايش الاجتماعي القديم، الذي كان سائدا في هذه البلاد، ممارسات مجتمعية اتسمت بالتهميش والإقصاء والظلم والقهر، كآليات قارة للفرز الإجتماعي. وقد عانت بعض المجموعات الإجتماعية من الإقصاء والتهميش، بل وحتى الإضطهاد من جراء ذلك النظام المجتمعي التراتبي. ولعل أبشع صور تلك الهيمنة وذلك القهر قد تجسدت من خلال ممارسة الإسترقاق من طرف البعض ضد البعض الآخر، حيث كثرت أعداد الضحايا داخل مختلف المجموعات السكانية الكبرى بكل أقوامها، وألوانها، وأديانها، دون استثناء.
ولئن ظلت بشاعة ممارسة العبودية في بعض المجموعات الموريتانية غير ظاهرة تماما للعيان، بسبب التشابه بل التماهي في لون البشرة في بين العبيد والأسياد، فإن فظاعتها لم تكن تقل عن نظيرتها داخل مجتمع “الموريين-البيظان”، رغم تقارب لون البشرة فيما بين العبيد والأسياد.
لقد تعرض الكثير من أفراد قبائل “إثكارن”، أو “إيزكارن” و”إيرناكن”، وربما غيرها من المجموعات الأخرى، للاستعباد، الذي مارسته ضدهم بعض الأقوام الأوائل من ذوي البشرة البيضاء، في وقت مبكر.
وقد تعمقت وتطورت ممارسة الاسترقاق أكثر على أيدي المجموعات “الصنهاجية” الوافدة، من خلال تعريض الضحايا لصنوف مختلفة من فرض التبعية، والاستغلال القسري لصالح الإقطاعيات الفكرية والدينية الجديدة، قبل أن تأخذ مأساة الاسترقاق أبعادا أكثر وحشية ومأساوية، مع مجيء القبائل العربية وإقامة الإمارات الحسانية، ليتسع نطاق السيطرة والاستعباد، وتزداد أساليبهما ضراوة ووحشية، كما تضاعفت أعمال السخرة حسب متطلبات الأرستقراطيات الأميرية الناشئة، بدء من رعي المواشي وسقيها، إلى أشغال الزراعة والقطف والحصاد، ومختلف الأعمال الشاقة الأخرى، مثل حفر الآبار وإقامة السواقي للري، وحمل الأثقال، وغير ذلك من الأعمال المنزلية القاسية.
ولا شك بأن تعاظم واستفحال ممارسة الإسترقاق داخل مختلف المجموعات الموريتانية بكل ألوانها، كان جزء من منظومة أكبر، كشف عن بشاعتها المفكر مالك شبل، في كتابه “الاسترقاق في أرض الإسلام”؛ لكن التطور الدراماتيكي لممارسة الإسترقاق لم يحدث بمعزل عن الدور الذي لعبه الغرب آنذاك في مجال تجارة العبيد. فقد كانت أساطيل السفن تجلبهم نحو القارتين الأوروبية والأمريكية انطلاقا من الساحل الإفريقي. ولم يقتصر ضحايا تجارة الرقيق على ذوي البشرة السوداء من مختلف المجموعات السكانية السوداء، بل طالت أيضا بعض الفئات من ذوي البشرة الفاتحة، التي تعرضت للاسترقاق من طرف التجار البرتغاليين الذين غزوا الشواطئ الموريتانية منذ بداية القرن الخامس عشر الميلادي، كما يوثق ذلك كتاب “تاريخ اكتشاف و غزو غينيا” لمؤلفه البرتغالي غوميس أيانيس دي آزورار.
لقد أدت ممارسة العبودية، خاصة داخل البنية العميقة لمجتمع “الموريين-البيظان”، إلى حدوث إختلالات جذرية في مسار التطور المجتمعي بشكل غير متكافئ، حتى وإن لم تظهر انعكاساتها السلبية بشكل واضح، إلا بعد قيام الدولة الوطنية الحديثة، خاصة بعد نيل الإستقلال، وما كان يتطلبه بناء دولة ومجتمع حديثين على أسس عصرية، تضمن حقوق المواطنة، والمساواة، وتكريس العدالة والإنصاف لجميع المواطنين، وتحشد الطاقات لبناء مصادر بشرية ذات كفاءة، قادرة على النهوض بأعباء الدولة العصرية على كافة المستويات.
ولعل صدى مأساة الإسترقاق في المجتمع الموريتاني، يظل موجودا في التقاليد المروية لـ “الموريين-البيضان” حتى اليوم، حيث أصبحت كلمات “آزكر” و”آرنيك”، ذات الشحنة السالبة بل والعنصرية، تطلق على العبد الذي تعود أصوله إلى “إثكرن”، و”إيزكارن” و”إيرناكن”، رغم أن تلك القبائل الأمازيغية، قد مرت بعد مجيئها إلى موريتانيا، بسلسلة من عمليات التهجين المختلفة، من خلال التزاوج المتبادل مع ذوي البشرة الفاتحة القادمين من الشمال، وكذلك مع المجموعات السكانية السوداء في شمال ووسط وجنوب البلاد. ورغم كل ذلك، يفترض بأن الكثير من أفراد تلك القبائل قد بقي حرا طليقا منذ زمن قديم، واستطاع الاندماج في نسيج التشكيلات المجتمعية التقليدية “للموريين-البيظان”..
لكن، بطبيعة الحال، تبقى كل هذه المعطيات مجرد فرضيات من الناحية العلمية إلى أن تتم الدراسة الموضوعية، وتقام عليها أو على غيرها الأدلة والبراهين القوية.. وبالتالي إذا لم تبذل الجهود البحثية المطلوبة في جيلنا نحن من أجل فهم الماضي وتوظيف مقوماته الإيجابية في خدمة الرغبة في العيش المشترك بين مختلف مكونات هذا الشعب، فلن تجد الأجيال القادمة أمامها سوى مقولات السياسيين وتأويلاتهم الخاصة.. وربما أجندات أخرى..
على كل حال.. شكرا للدكتور عبد السلام، على إطلالته تلك.. التي ذكرتنا بماض نضالي جميل.. والشكر موصول كذلك لمفكري البعث العظماء على جرأتهم، وهم الذين صاغوا ونشروا كراس “البعث والحراطين” في تلك المرحلة المبكرة من الوعي السياسي الوطني المعاصر..
لكن، ألم يحن الوقت بعد قرابة أربعين سنة، لكي ينهض البحث العلمي المعاصر بمهمة الدراسة والتقصي والتحليل وإقامة البراهين على حقائق الأسس التي قام عليها التعايش القديم بين مختلف مكونات هذا الشعب، ونقدها بشكل علمي موضوعي من أجل تحقيق تجاوز إيجابي لتلك الحقب التاريخية، بدل استحضار جوانبها السلبية بناء على معطيات غير علمية ومحاولة تأويلها من أجل استغلالها بدون أي ورع في أتون المنافسة السياسية على الحكم والمغانم..
ألم يكف النخب الموريتانية -من مختلف الشرائح الإجتماعية- 60 عاما من تجاهل مقولة الحراطين والتمادي في استغلالها واستنزافها سياسيا؟