حجم التمرد ومنسوب الثورة الغاضبة التي اجتاحت بعض مناطق البلاد ضد اختيارات حزب الاتحاد من اجل الجمهورية في الانتخابات القادمة تظهر ان ما يسمى بالانضباط الحزبي مجرد كلام للتسلية والميزاح الذي يطلقه البعض من قبيل النفاق وتمضية الوقت والمجاملة ..
اليوم يواجه حزب السلطة الحاكمة تحديات حقيقية تنذر بمصداقية الشعارات والولاءات الزائفة التي اعلنت قبل اسابيع في حملات الانتساب.. وتظهر من جهة ثانية غياب الاطر السياسية والتنظيمية التي تؤطر عمل الحزب وتضبط توجهاته..
لقد قاد ابناء شيوخ تقليدية الثورة ضد الحزب الحاكم واعلنوا الطلاق معه لمجرد ان اسماءهم لم يتم تقديمهما للترشح واعلن اطر وساسة امتعاضهم الشديد من الحزب واعلنوا خروجهم منه طواعية في وضح النهار لالشيء سوى ان الحزب ولجانه لم تأخذ بما يشتهون ويريدون او لان الحزب غلب كفة طرف على طرف..
هذه بعض مظاهر ومتاهات التشظي الذي بات حزب السلطة يعانيه الشيء الذي قد يقوي من حظوظ احزاب سياسية اخرى ويقلب كفتها في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
قد لاتكون هذه النتائج مفاجئة لاي متتبع لمسار هذا الحزب في السنوات القليلة الماضية وهو الذي استقال نهائيا من العمل السياسي وترك الميدان الشعبي مسرحا حرا لكل من هب ودب .. لقد كان الاتحاد من اجل الجمهورية طيلة هذه المدة اسما بلا مسمى ..
وكان يعيش في برج عالي لاعلاقة له بواقع الناس ولا بهمومهم المختلفة.
لقد كانت موريتانيا تملك رئيسا للجمهورية مسكونا بهموم الدولة والوطن وبالتحديات الاقليمية والدولية وله حكومة تسارع الزمن في مغالبة التحديات ومصارعتها رغم ما كانت تواجهه من حملات مسعورة في كل وقت وحين... وكانت تتصامم عن كل صيحات التشويش من هنا وهناك لاجل تنفيذ تعليمات الرئيس.. لكن الذراع السياسي للدولة والنظام كانت ضعيفة ومشلولة ولم تكن مهيأة لرفع التحديات الوطنية المستجدة بسبب سيطرة السطحيين والعوام ممن لايحملون فكرا سياسيا او فقها للواقع..
لم تكن هناك خلية تفكير او تنظير ولم يكن هناك سياسيون يساعدون الدولة على التحدي وتلبية احتياجات الناس وتمكينهم من معرف مواطن الخلل والنقص.. ا
ليوم للاسف الشديد تحصد الدولة وحزبها ثمار ما زرعته في الساحة السياسية من بذور فاسدة مغشوشة ومن شعارات فارغة وخطابات جوفاء تتبخر في الهواء قبل أن تستقر في الأرض..
النشرة المغاربية