كلمة رئيس حزب"تواصل"بمناسبة الافطار السنوي الذي نظمه الحزب مساء امس

خميس, 04/29/2021 - 18:49

 

 

شهد فندق اتلانتيك بنواكشوط تنظيم حفل افطارمنطرف حزب تواصل على شرف الصحافة والمنتخبين وعدد من السياسيين والحقوقيين ،وقد تميز الحفل بكلمة لرئيس الحزب السيد محمد محمود ولد سييدي  ركز من خلالها على ضرورة الاسراع في محاربة الفساد..بوصفه أهم بداية في الاصلاح الشامل نكما تحدث عن الوحدة الوطنية والحوار الوطني الشامل وغيرها من المواضيعك

كلمة رئيس الحزب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين

السيد رئيس الجمعية الوطنية

السيد الزعيم الرئيس للمعارضة الديمقراطية،

علماءنا، أئمتنا، أساتذتنا الموقرين،

الإخوة والأخوات قادة الأحزاب السياسية،

السادة والسيدات ممثلي هيئات المجتمع المدني،

زملاءنا الإعلاميين والمدونين،

مناضلي تواصل و مناضلاته،

أيها الحضور الكريم،

هنيئا لكم: بُلّغتم رمضان، أسأل الله تعالى أن تُوفقوا لإتمام طاعاته على أرضى ما يُرضي الله تعالى، "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، "ما آمن من بات شبعانا وجارُه جائع".

شكرا لكم جميعا باسم كل منتسبي تواصل على هذا الحضور المتميز المتنوع في معناه وفي مبناه، في تنوّعه وثرائه، فشكرا لكم من القلب، وتقبل اللهُ كل خطوة قطعتموها إلينا، وأعاننا وإياكم على تعزيز المشتركات وتقوية الأواصر، وبناء جسور الثقة والتعاون.

إخواني ..

أخواتي ..

نلتقي في هذا المساء المبارك، عشية ذكرى يوم عظيم من شهر عظيم؛ ذكرى غزوة بدر الكبرى، ويوم الفرقان، وهي فرصة لنتذكر قيم ..ديننا العظيمة، ونتواصى على التمسك بها، والتحاكم إليها، وإفساح المجال لها لتصلح ما أفسدنا في جوانب حياتنا كافة.

نتذكر من أصول القيم قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰوَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ..

ونتذكر منها الحضَّ على الوحدة والتحذير من الفرقة {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} ..

ونستحضر تأكيدَ العناية بالفقراء والمساكين والمستضعفين {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} ..

ونتذكر التحذير من الغفلة عن حاجتهم وفاقتهم في قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس في المستدرك: "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه".

ونستحضر الحث على الأمانة والقسط بين الناس {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا }.

كما نستحضر قوة التحذير من الظلم والركون إلى الظَّلمة، كما في الحديث القدسي {يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم مُحرّما فلا تظالموا"، وكما في قوله سبحانه وتعالى: "ولا تركَنواْ إلى الّذين ظلمُوا فتمسَّكم النّارْ ومَا لكم من دونِ الله من أولياءَ ثمّ لا تُنصَرون}.

إخواننا، أخواتنا،

أستأذنكم ختاما في التنويه إلى القضايا الأربع التالية:

أولاَ: وقوفنا جميعا مع الأهل المنتفضين في القدس وما حولها من المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، وهم يواجهون بشجاعة وثبات آلة القمع الصهيونية، ويقطعون بنا خطواتٍ واثقةً على طريق النصر والتحرير، تحية لانتفاضة القدس وهنيئا لها ـــ ولنا جميعا ـــ بانتصار "باب العامود" المُكمّل لما سبق من انتصارات، والممهدِ لما سيأتي بحول الله تعالى.

ثانيا: التأكيد على أولوية استعداد الجميع للتضحية بكل المستطاع لحفظ وحدة هذا البلد، وتحقيق العدل فيه، وضمان السلم الأهلي والانسجام الاجتماعي، ونشر الأخوة والمحبة .. وهي قيم أدعوكم لجعلها ميدان تنافسٍ بالتي هي أحسن، فالإسلام يحثنا على ذلك، والواقع يقتضيه، والمستقبل مرهون له، والمجتمع يحتاجه ويستحقه.

ثالثا: أنّنا نعتبر أنّ محاربة الفساد في صدارة الضرورات المستعجلة؛ وهذا أمر لا نمَلُّ في تواصل من التأكيد عليه، إدراكا لحجم الضرر الواقع بسببه، ولأنه يمثل نقطة ارتكاز أساسية في مسارٍ إصلاحيّ شامل يحتاج شراكة الجميع، ويتطلب صرامةً تحارب الفساد كلَّ الفساد بماضيه وحاضره، وتضَعُ أسسَ حكامة رشيدة تستأصله وتمنع تجددَه.

رابعا: أنّ مجمل مؤشرات واقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، إذا أضيفت إلى الأحداث المتلاحقة في الإقليم، وتطورات الوضع الأمني والاجتماعي والسياسي في المنطقة تؤكد من جديد أن المخرج الوحيد من المأزق يبقى في تعزيز الجبهة الداخلية، ولن يتأتّى ذلك إلا من خلال حوارٍ وطنيِّ شاملٍ لا يستثني موضوعاً ولا طرفاً، حتى يفضي إلى "تحولٍ توافقي"يعزز المكتسبات، ويصحح الاختلالات، ويضع أسسَ شراكة وطنية حقيقية ينعم فيها الكل بما أنعم الله به على هذا البلد من خيرات، وبما حباه به من ميزات تؤهله لنهضة شاملة، ووحدة وطنية صلبة، وعدالة اجتماعية حقيقية.

والسّلامُ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته