لم يعرف كثيرون أن أستاذ العلوم الهندسية والميكانيكا، جمال محمد الزبدة، الذي أعلنت إسرائيل قتله في غارة جويّة على غزّة، هو المسؤول الأول عن برامج تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة في حركة حماس، وفقاً لما ذكرته مواقع فلسطينية وإسرائيلية.
قبل نحو 35 عاماً، حصل على الدكتوراه في العلوم الهندسية والميكانيكا، من معهد فيرجينيا للفنون التطبيقية بالولايات المتحدة الأميركية. ثم عرفت أبحاثه في الديناميكا الهوائية و(جناح دلتا- Delta wing)، المستخدمة في صناعة الطائرات الحربية المختلفة، طريقها لعشرات المجلات والكتب العلمية المتخصصة.
وفي عام 1989، طور الزبدة نموذجاً تحليلياً جديداً حول "تأثير الحركة وسرعة الصوت لأجنحة دلتا"، والذي استخدم كمرجع علمي في مؤلفات لاحقة حتى ما بعد الألفية الجديدة.
أحد الأبحاث العلمية المنشورة للدكتور جمال الزبدة حول التداخل الديناميكي الهوائي - arc.aiaa.org
أحد الأبحاث العلمية المنشورة للدكتور جمال الزبدة حول التداخل الديناميكي الهوائي - arc.aiaa.org
وبرز الحديث مؤخراً حول جمال الزبدة بعد استخدام حماس للطائرات المسيّرة والصواريخ، خلال المواجهة الحالية مع إسرائيل بعد أن وصل مدى الصواريخ إلى تل أبيب ومناطق أخرى كانت بعيدة عن مرمى الفصائل الفلسطينية.
مهارات متعددة
جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" كشف أن الزبدة كان يمثل قوة أساسية وراء شبكة إنتاج الصواريخ، وأنه أحد أبرز خبراء البحث والتطوير في حماس، إضافة إلى أنه شارك أيضاً في تطوير المشاريع لبناء قوة "الحركة"، حسب ما ورد في موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ويقدم الزبدة نفسه على موقع جامعة غزة في سيرته الذاتية بأنه عمل في "إدارة المشروعات والإشراف عليها، ومتخصص في ميكانيكا الموائع والمكونات الهيدروليكية، وديناميكا الموائع الحسابية والديناميكا الهوائية، ومجال الهندسة الإنشائية، وتطوير البرمجيات".
وخرجت إلى العلن تكهنات بشأن ما إذا كان للدكتور جمال الزبدة علاقة بحركة حماس، عقب استهداف إسرائيل منزله عام 2012".
وكان "الشاباك" أعلن الأربعاء الماضي، قتل القيادي بحركة حماس باسم عيسى، في ضربات جوية على القطاع، إضافة إلى جمعة طحلة، الذراع اليمنى لمحمد ضيف، قائد كتائب القسام، وجمال الزبدة، مسؤول تطوير القدرات التقنية للحركة، وكاظم الخطيب، مسؤول قسم الهندسة في حماس.
ترسانة صاروخية
وسلطت المواجهات الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الضوء على القدرات العسكرية لهذه الفصائل، خصوصاً بعد إطلاقها صواريخ جديدة فاقت قدرات سابقاتها، سواء من حيث الكمية أو المدى.
وغالباً ما يجري تصنيع هذه الصواريخ محلياً أو تهريبها إلى القطاع، حيث تستخدمها حركة "حماس" وجناحها العسكري "كتائب القسام"، وحركة "الجهاد الإسلامي" وذراعها العسكرية "سرايا القدس"، بالإضافة إلى فصائل أخرى تملك قدرات صاروخية أكثر تواضعاً. كما انضمت إلى الصواريخ خلال المواجهات الأخيرة طائرات مسيرة مفخخة.
ويُعتبر صاروخ "عياش 250" أحدث الصواريخ التي أدخلتها "كتائب القسام" إلى الخدمة، ويبلغ مداه أكثر من 250 كيلومتراً، وله "قوة تدميرية كبرى"، وأطلقته الكتائب الخميس الماضي في اتجاه مطار رامون جنوب إسرائيل، رداً على مقتل قياديّيها الأربعة.
كما تضمنت مجموعة الصواريخ الجديد صاروخ SH85 الذي استخدمته "كتائب القسام" للمرة الأولى أيضاً، ويبلغ مداه 85 كيلومتراً، بالإضافة إلى مجموعة الأسلحة المعروفة للحركة، وفي مقدمتها صاروخ القسام