أحكام سجود السهو عند المالكية منذ السؤال: أريد أحكام سجود السهو في الصلاة على مذهب المالكية كاملة، والراجح منها في المذهب، وأحكام المسبوق أيضا. الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبارك الله فيكم، أما بعد: فالساهي في الصلاة لا يخلو من ثلاثة أحوال: أولها: أن يسهو عن فرض من فرائضها كسجدة مثلاً؛ فهذا لا يجبره سجود السهو، بل لا بد من الإتيان به إذا أمكن تداركه وإلا بطلت صلاته؛ فالمطلوب الإتيان بالفرض المنسي ثم السجود للسهو. ثانيها: أن يسهو عن فضيلة من فضائل الصلاة كقنوت الفجر أو تحميدة أو تكبيرة من تكبيرات الانتقال؛ فلا سجود عليه في شيء من ذلك كله. ثالثها: أن يسهو عن سنة مؤكدة كالسورة بعد الفاتحة أو الجهر أو السر في محلهما أو التشهد الأول مثلاً؛ فهذا الذي يجبره سجود السهو. وأما محل السجود فإن كان السهو نقصاناً سجد قبل السلام، وإن كان زيادة سجد بعد السلام، وإن اجتمعا - كمن ترك التشهد الأول ثم قام إلى خامسة - سجد قبل السلام ترجيحاً لجانب النقص. وصفة سجود السهو أنه سجدتان لا أكثر ولا أقل؛ فيكبر ثم يسجد ثم يرفع ثم يسجد ثم يرفع ويتشهد - قبلياً كان أو بعدياً - ويقول فيهما مثلما يقول في سجود الصلاة "سبحان ربي الأعلى". ويسجد المأموم مع الإمام للسهو السجود القبلي إن أدرك معه ركعة فأكثر وإلا فلا؛ والمسبوق لا يسجد مع الإمام السجود البعدي بل يؤخره حتى يفرغ من صلاته ثم يأتي به بعد سلامه هو، والله تعالى أعلم.