الذين يوغلون في قذف الآخر ويستسهلون عبارات القذع والسب والشتم بحق الناس أيًا كانوا هم أناس تنقصهم التربية والأخلاق وطهارة النفس وسموها.
والذين يُدخلونا إلى قواميس خطابنا السياسي عبارات دخيلة كالنفاق والتملق والتلون هم أناس بعقل متحجر ويشكلون خطرا كبيرا على الديموقراطية والممارسة الديموقراطية.
بالأمس شاهدت هذا الكم الهائل من عبارات السب والشتم بحق الأهل في الترارزة، فهم منافقون متملقون يميلون مع الريح حيث مالت،
ذلك بأنهم حين صوتوا بأغلبية ساحقة لمرشحهم كانوا ينافقون،
وحين فرحوا بانتخابه كانوا متملقين،
وحين عبروا عن دعمهم له بالأمس وهم يستقبلونه كانوا متشحين بالصفتين معا تملقا ونفاقا.
ولأنهم في يوم من الأيام قد استقبلوا رئيسا - أي رئيس من الذين تعاقبوا - وعبروا عن دعمهم له فعليهم أن يجمدوا فعلهم وعملهم السياسي عندها، ويدخلوا في بياتٍ أبدي حتى لا يُتهموا بالتلون والحربائية وانعدام الوفاء وخيانة العهد.
فمن حق الغير أن تحتج وأن تتظاهر وتعتصم وتبيع وتشتري ما شاءت من مبادئ وقضايا وأوطان ودين فذلك النضال بعينه،
أما أنتم في الأغلبية فعليكم بالصمت والخجل من أنفسكم لأنكم أغلبية،
ولأنكم منافقون بالطبع حتى يثبت العكس،
ولأنكم لصوص بالطبع والفعل حتى لو ثبت العكس.
والأغرب أنكم لن تجدوا من بين شعوب العالم كله شعبا واحدا يستخدم تعابير من هذا النوع مهما كانت حدة الاصطفاف والخلاف بين أطيافه.
أي منطق هذا؟ وأية ضحالة وأي حضيض سياسي نهوي إليه؟
اللهم... وهيئ لنا من امرنا رشدا.
(*) وزير سابق