إن المتعجلين للصدام فى معسكري الأغلبية والمعارضة والمحرضبن على المواجهة من كلا الطرفين ، لا يمتلكون فى النهاية من الحلول غير قيادة البلاد نحو المجهول فى منطقة تمور بالصراعات والحروب ، أوجر الشعب لأتون الفرقة، والتنابز ، والتدابر والقطيعة ببن رموز النخبة السياسية، وإحلال منطق الشتائم بدل التحاور، والتدابر بدل النقاش والتشاور، والشك والحذر، عوضا عن الثقة والتفاهم، والتلاغى بدل التلاقى.
فلا الإقصاء يصنع التنمية، أو يعزز من الوحدة الوطنية، ولا التصعيد فى الشارع يمنح القائمين عليه فرص التغيير الجذرى، أوالوصول للحكم أو انتزاع قيادة الجماهير عبر صناديق الإقتراع مالم تستكمل الشروط الضرورية لكل ذلك.
لقد أوغلت السلطة فى قمع معارضيها خلال العشرية الأخيرة، ولكن الشارع المعارض ظل عصيا على الإجتثاث، وتحولت مظالم العشرية إلى مكاسب لمن خلفوها فى الحكم ، فتحا للمغلق، ورفعا للحظر غير المبرر، مع إعادة الحقوق إلى أصحابها دون من أو أذى، أو مقايضة المعروف بالموقف.
كما أن أقصى مايمكن أن يصل إليه الطيف المعارض من اجترار تجارب الغير، هو النزول للشارع وطلب الرحيل، وقد أجمع زعماء المعارضة وجلهم أحياء على أن تجربة الرحيل كانت تجربة فاشلة، وتصرف دفع إليه القادة دون وعي، وبيع وهم التغيير للجمهور بينما كانت نتائجه جد معدومة .
فلم الدفع باتجاه إعادة نفس المشهد ، بنفس الأشخاص، والشعارات ، والشوارع، ونقاط الحشد، ودعوات التظاهر والتحذير؟!
لقد كانت نتائج عشر سنين من التصعيد غير المعقلن رغم مظاهر الفساد والغبن والظلم اليادية بحق، جد قاسية، حينما فتحت صناديق الإقتراع على مصراعيها، بين عاجز عن خوض غمار الترشح لقيادة البلد وفرض النغيبر الذى بشر به، وبين متلمس للإصلاح فى بقايا أنظمة القمع والفساد التى أهلكت الحرث والنسل، وبين مكابر لايريد أن يستسلم للواقع وميزان التغيير الذى لايميل لصالحه، رغم تحذير الرفاق من مغبة الانتحار الذى قادهم إليه، وكان حصاده جد هزيل.
(*) مدير زهرة شنقيط