شكل خطاب فخامة الرئيس من حيث الأسلوب والمضمون مقاربة جديدة نأت عن "اللغة الخشبية" والتقعر اللفظي ،وسردت دون مبالغة أوشطط حصيلة المنجز ، ومضت دون تعثر أوخجل إلى تحديد مواطن الضعف في العمل الحكومي واستشراف الحلول المتاحة. مقاربة وشت بضرورة البحث عن آلية إعلامية قوية وناجعة تكسر الصمت وتبعد الجمود .
⁃ عادت النخبة إلى عادتها القديمة مرتدية ثوب الأسرة والقبيلة والجهة ، متحدثة في أغلالها عن " الجهاد" و"المقاومة" و"الاستقلال" و"التأسيس" و"العسكر"... مجددة عجزها عن الخروج من عنق الزجاجة وحنينها الأزلي إلى مرابع "لخيام".
⁃ في تصفحي لتدوينات الزملاء والإعلاميين على هامش احتفالنا بذكرى الاستقلال ،استوقفني نقاش سيزيفي بشأن تاريخ ميلاد مفهوم الاستقلال وتداول المفردةفي شتى حقول المعارف.. والواقع أن الكلمة مرت تاريخيا بمرحلتين من حيث المعنى: الأولى: الارتفاع ،والثانية تعني الانفراد بالأمر..والمعنى الثاني ترجمة للمفردة الإنجليزية (independence) والكلمة الفرنسية(indépendance)،وهما في المحصلةتحيلان إلى غياب التبعية ، وهذا المصطلح شائع التداول في العلوم السياسية والقانونية والاجتماعية . وسواء كان" الاستقلال" أصيلا أودخيلا أو "مستعارا" كمفهوم المقاومة ،فإن النقاش يجب أن يتجه إلى مدار آخر يستخدم مفردات قاموس سياسي صريح وواضح كالاستعمار القديم المعروف لدى الفرس والرومان والفرنسيين والهولنديين والبريطانيين وغيرهم، والاستعمار الحديث المتمثل في فرض السيطرة الأجنبية على حيز جغرافي مع الاعتراف باستقلاله وسيادته .. من هذا المنطلق يمكن السير في اتجاه الوصول إلى خلاصة قابلة للأخذ والرد.
⁃ يود بعض مثقفينا من مؤرخين وحقوقيين وسياسيين إقناعنا بقبول حتمية المؤرخ البريطاني :الموت والتعطل والتحنط .. على رسلكم ، فمن حقنا أن نعيش بوئام وأمان وهدوء،بالرغم من أن أذهاننا محشوة - في نظركم - بقدر مرعب من الخرافة!