كتب المدير الناشر لموقع زهرة شنقيط سيدي أحمد بن باب على صفحته بالفيس بوك مايلي:

ابتزاز لايليق .. ومع ذلك شكرا لكل عناصر الدرك باعوينات أزبل الحبيبة 

أوقفتنى دورية "جالسة على بريكه " عند الطريق الرابط بين طريق الأمل قبالة "اعوينات أزبل" وبلدية "أم الحياظ" بمنطقة أوكار، خلال عودتى مساء اليوم من زيارة الوالد بعد وعكة صحية ألمت به خلال الأيام الأخيرة - شفاه الله وعافاه من كل سوء-.

كانت الأمور بالنسبة لى جد عادية ، فهي طريق ألفتنا وألفناها منذ سنين، ووجوه العاملين فيها معروفة لكل سكان المنطقة، رغم تغييرات جزئية من وقت لآخر بين صفوف عناصر الجهاز الموسوم محليا بقدر كبير من المهنية والاحترام.

طلبوا أوراق السيارة، قدمتها دون تردد، وهي متكملة، فلدى حرص زائد على احترام قانون السير، ودفع الضرائب المستحقة للخزينة على بساطتها، ومنها الضريبة السنوية على المركبات، أما التأمين والجمركة فأساسيات يصعب التفكير فى قيادة السيارة من دونها، أو التحرك بغير المجمرك، للذين يطالبون الغير باحترام القانون. 

تكلم الدركي بصوت منخفض قائلا لديك مخالفة ! 

السيارة من دون بطاقة الفحص الفنى (فيزا تكنيك) ..

لم أناقشه .. 

طبعا إنها الورقية اللعينة التى يصعب وجود ممثلية يمكن أخذها منها بسهولة على عموم التراب الوطنى أو جهاز يسأل عنها ، وفى اقتنائها من طرف أصحاب السيارات المتهالكة أمثالنا شبهة التآمر من أجل استصدار شهادة زور !. 

لكن خاطبتهم عموما الحق لجانبكم .. حرر مخالفتك وأنا جاهز لدفع الثمن.. حضرة الوكيل.. 

تشاور مع زميله لبعض الوقت ثم قال بأدب كبير قد نضطر للذهاب بكم إلى قائد الدورية عند مدخل المدينة لتحريرها.. 

فأجبته وهل من خيار غير ذلك، اركب وسنتحرك إليه لتحرير المخالفة ودفع المخالصة، فأنتم أصحاب السلطة المطلقة فى تقرير ماتريدون.. 

ذهبنا فعلا إلى قائد الدورية وكان عسكريا حدث السن ، من الوافدين الجدد إلى مركز اعوينات أزبل. 

نادى علي بسرعة .. وهاي لاه .. وهاي لاه .. عين أعليك أنت .. !! 

توجهت إليه،  ثم ألفت وهو يقلب الأوراق .. من أين جئتم؟ وإلى أين تتجهون؟ .. 

مع حديث يستشف منه محاولة تجاوز أصل المخالفة المفترض (الفحص الفنى أو فيزا تكنيك) ..!

قبل أن يتغير بشكل كامل حينما طلبت منه اختصار الموضوع فى تحرير المخالفة أو توقيف السيارة أو الإفراج عنها، لأنى متعب ومرهق ومنذ ليلتين لم أذق طعم النوم، ولست فى وارد الميزاح أو تضييع الوقت فى غير ماجلبونى من أجله (تحرير المخالفة أو توقيف السيارة).

أمرنى بشكل مستفز بالتوجه إلى السيارة والجلوس فيها، ثم تبعنى، وأبلغنى بأنه قرر تفتيش السيارة تفتيشا أمنيا !!.

حط كل الأجهزة (الكومبوتر والمصورات ) ومعدات الشاي على الشارع، ثم أتبع ذلك بتفتيش أغراضى الشخصية (الثياب والأوراق الأختام وبعض معدات العمل، وكل ذلك على الشارع العام، وسط استغراب من الجمهور المحيط بنا والذى يعرفنى حق المعرفة، وكأننى مهرب مخدرات أو تاجر سلاح تم ضبطه على الحدود..

ربع ساعة من كل مساعى الاستفزاز تعاملت معها ببرودة أعصاب الواثق من نفسه، ومن موقفه، وبجنبى تمر كل أنواع السيارات الصغيرة والكبيرة دون سؤال أو توقيف أو استفسار.. 

ثم فى الأخير سلمنى الأوراق وأنصرف دون أن يسأل عن " فيزا تكنيك" !! 

أعرف السبب الذى من أجله أهينت كرامتى أمام سكان مركز اعوينات أزبل وعطلت حركتى لبعض الوقت ، وهو أنى ببساطة قادم من طريق سوق أسبوعى شهير (سوق أم الحياظ) ، وهو يوم تتحرك فيه كل الأجهزة المكلفة به فى المقاطعتين المجاورتين (لعيون وجكنى)، ليس لتأمينه أو نقل مايجرى فيه لدوائر صنع القرار، بل لتعكير صفو رواده والقادمين منه، يحركهم الشعور بغياب المحاسبة والبعد عن دوائر صنع القرار والتعامل مع القادمين منه وكأنهم " هنود حمر" ، أو مواطنين من الدرجة الثانية. 

لكن صبرا سنهزم بسلميتنا وثقتنا بأنفسنا نظرتكم غير المؤسسة لمنطقتنا، وسنفرض احترامنا على الجميع، ولكن بالقانون والشرعية الأخلاقية وتفعيل عقد يربطنا بوطن اسمه موريتانيا،  وندرك كل الإدراك أنه بالقانون وحده تستقيم الدول وتصلح أمور الناس وان خطاب الرئيس الأخير للمدنيين يجب أن يشمل العسكريين كذلك... 

تحياتي 
وكل جمعة وأنتم بألف خير