الخرف هو حالة رهيبة تلحق الفوضى بحياة الملايين سنويا. وتكون بداية الأعراض تقدمية ومزعجة، وتتميز عموما بانخفاض تدريجي في الوظائف العقلية.
ويوصف الخرف بأن مجموعة من الأمراض التي تسبب ضعف القدرة على التذكر أو التفكير أو اتخاذ القرارات. ويعد مرض ألزهايمر ومرض هنتنغتون والخرف الوعائي من أكثر أنواع الخرف شيوعا.
وما يزال العلماء يسعون لإيجاد علاج للمرض، فيما تستكشف الدراسات بعض الوسائل المساعدة في إبطاء الأعراض والوقاية من المرض مبكرا لأولئك المهددين بالخطر.
وفي المقابل، تظهر نتائج بعض الدراسات ارتباطا بين أنماط غذائية معينة وخطر الإصابة بالخرف. وأشارت مجموعة من النتائج إلى أن الزيت المستخدم على نطاق واسع في الطهي يمكن أن يضر بخلايا الدماغ ويزيد من خطر التدهور العقلي.
ووفقا لإحدى الدراسات، فإن الأحماض الدهنية الموجودة في مجموعة من المكونات التي تبدو صحية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر عن طريق إلحاق الضرر بخلايا الدماغ.
والأحماض الدهنية الأساسية أوميغا 6، التي توصف عموما بأنها مركب صحي، توجد بشكل أساسي في الزيوت النباتية.
والأطعمة التي تحتوي على أعلى تركيزات من هذه الأحماض هي زيت فول الصويا (5غ) وزيت الذرة (49غ) والمايونيز (39غ) والجوز (37غ) وبذور عباد الشمس (34غ) واللوز (12غ)، وفقا لموقع Healthline.
ووجدت الدراسة، التي قادها معهد غلادستون للأمراض العصبية، أن المستويات العالية من حمض الأراكيدونيك، وهو أحد الأحماض الدهنية أوميغا 6، كان مرتبطا بالتغيرات الدماغية الشائعة لدى الأفراد المصابين بمرض ألزهايمر.
وقام الباحثون بقياس مستويات حمض الأراكيدونيك في أدمغة الفئران، قبل إعطائها اختبار ذاكرة يسمى متاهة موريس المائية.
وأشار رينيه سانشيز-ميخيا، الذي قاد الدراسة في سان فرانسيسكو، إلى أن: "التغيير الأكثر لفتا للنظر الذي اكتشفناه في الفئران المصابة بألزهايمر كان زيادة حمض الأراكيدونيك والمستقلبات المرتبطة به في الحُصين، وهو مركز ذاكرة يتأثر مبكرا وشديدا بمرض ألزهايمر".
ويلعب حمض الأراكيدونيك دورا رئيسيا في إنتاج الحاجز الدموي الدماغي، وهو غشاء يحاكي المرشح ويحمي الخلايا العصبية من الملوثات التي يحتمل أن تكون خطرة في مجرى الدم.
وأشارت النتائج، التي نُشرت في مجلة Nature Neuroscience، إلى أن تناول الكثير من حمض الأراكيدونيك قد يكون ضارا بالدماغ.
وقام الباحثون بقياس مستويات المادة الكيميائية في أدمغة فئران سليمة وفئران ولدت بأعراض تشبه أعراض مرض ألزهايمر.
وفي المجموعة الأخيرة، سلطت سلسلة من فحوصات الدماغ الضوء على التكوين الواضح لـ "لويحات" البروتين في أجزاء مهمة من الدماغ، وهي السمة المميزة لمرض ألزهايمر.
وتتداخل هذه اللويحات مع الإنزيم المسؤول عن تكسير حمض الأراكيدونيك إلى مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية.
وكانت النتائج متسقة مع مزيد من التجارب على الخلايا البشرية، التي أجراها نفس الفريق.
ووجد العلماء أن حجب الإنزيم قد يقلل من مستويات المواد الكيميائية لحمض الأراكيدونيك في أدمغة القوارض، ما يمنع تدهور الذاكرة والسلوك.
وبينما تسلط النتائج الضوء على وجود صلة محتملة بين أوميغا 6 ومرض ألزهايمر، قد يكون لأحماض أوميغا الدهنية الأخرى تأثير معاكس على الدماغ.
والأحماض الدهنية مثل أوميغا 3، على سبيل المثال، قد تحمي الدماغ من التدهور المعرفي.
وسلط البحث المنشور في مجلة Brain Behavior and Immunity العام الماضي الضوء على التأثير الوقائي لأوميغا 3 في الفئران التي تناولت الأطعمة المصنعة.
ووجد الفريق أن استكمال النظام الغذائي المعالج بأحماض أوميغا 3 الدهنية الدوكوساهكساينويك، يمنع مشاكل الذاكرة ويقلل من التأثيرات الالتهابية للأطعمة المكررة.
وعلاوة على ذلك، وجد الفريق في القوارض التي تناولت الأطعمة المصنعة دليلا على التدهور السريع للدماغ الذي حدث في غضون أربعة أسابيع.
وقالت روث باريينتوس، الباحثة في معهد جامعة ولاية أوهايو لأبحاث الطب السلوكي: "تشير هذه النتائج إلى أن استهلاك نظام غذائي معالج يمكن أن ينتج عنه عجز كبير ومفاجئ في الذاكرة، وفي حالة الشيخوخة، تزداد احتمالية حدوث تدهور سريع في الذاكرة لدى كبار السن. وتتطور إلى أمراض التنكس العصبي مثل مرض ألزهايمر. ومن خلال إدراك ذلك، ربما يمكننا الحد من الأطعمة المصنعة في وجباتنا الغذائية وزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بحمض أوميغا 3 الدهني الدوكوساهكساينويك إما لمنع أو إبطاء هذا التقدم".
المصدر: إكسبريس