تتويجا لأشهر من العمل الدبلوماسي الدؤوب ، لسفيرنا في تونس دمان ولد دهمر تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في تعزيز العلاقات الاقتصادية التي يعتبرها ثابتا من ثوابت الدبلوماسية، انطلقت اليوم الاثنين في انواكشوط أعمال الأيام الاقتصادية التونسية الموريتانية للشراكة والاستثمار.
ويأتي هذا العمل الدبلوماسي تنفيذا لرسائل الاعتماد الممنوحة للسفراء من قبل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ـ كما تدخل في إطار تعزيز العلاقات الثنائية الدبلوماسية الاقتصادية ، باعتبار الاقتصادر المحرك الأساسي للعلاقات تبعا لتغير العلاقات السياسية وانمحائها .
وتسعى موريتانيا وتونس من خلال تنظيم هذه الأيام الاقتصادية للشراكة والاستثمار إلى إعطاء دفع جديد للعلاقات التجارية القائمة بين البلدين الشقيقين وتطوير التبادل التجاري من خلال مشاركة عشرات الشركات في البلدين في مختلف المجالات التنموية .
وفي سابقة من نوعها تشارك في الأيام 60 شركة تونسية تستطلع آفاق الاستثمار في موريتانيا .
وأوضحت معالي وزيرة التجارة والصناعة و الصناعة التقليدية والسياحة السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس في كلمة بالمناسبة ان تنظيم هذه الايام يمثل تظاهرة مهمة لأول مرة في مدينتي انواكشوط وانواذيبو، كما تترجم عراقة وصلابة العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأضافت أن تدارك ما فات من شراكة وتكامل هو أبرز أهداف هذه الأيام الاقتصادية التي تعلق عليها آمال كبيرة لتشجيع القطاع الخاص في البلدين على مزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري اغتناما لفرص التعاون والشراكات المثمرة والمربحة للطرفين.
و قالت إن السياسة الاقتصادية التي تنفذها حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود طبقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تقوم على تشجيع المبادرة الفردية، وإعطاء مكانة تفضيلية للقطاع الخاص، وتشجيع الاستثمار.
وأشارت إلى حرص السلطات العليا في البلد على إعطاء كل الضمانات الضرورية لجعل موريتانيا مستقطبا رئيسيا للاستثمار في المنطقة، بفضل ما عرفته موريتانيا في الآونة الأخيرة من تحسن كبير في مجال البنى التحتية والخدمات، وما تتمتع به من أمن واستقرار.
و قالت "نشجع رجال الأعمال في البلدين على خلق شراكات مثمرة وعلى الاستمرار في تنظيم مثل هذه اللقاءات للرقي بعلاقاتنا الاقتصادية إلى المستوى الذي تطمح له الشعوب والقيادات في البلدين".
و بدوره رحب سفير موريتانيا في جمهورية تونس السيد دمان همر بالأشقاء التونسيين و الوفود المشاركة.
و قال إن العلاقات بين موريتانيا و تونس علاقات قديمة و قوية و متميزة عبر تاريخ لا يمحوه الزمن، مشيرا إلى أنه تاريخ حافل بالتعاون و التكافل في شتى المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية.
من جانبه أعرب سعادة سفير جمهورية تونس في موريتانيا السيد صبري الشعباني، عن سعادته بلقاء هذا الجمع الكريم من الأشقاء الموريتانيين، من مسؤولين حكوميين و رجال أعمال و كافة أعضاء بعثة رجال الأعمال التونسية.
و أضاف أن الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية التونسية الموريتانية إلى مرتبة الشراكة ذات النفع المشترك بات اليوم و أكثر من أي وقت مضى طموحا واقعيا و مشروعا و ضرورة ملحة تمليها تحديات مشتركة و تقاسم مشترك بين البلدين الشقيقين.
و قال إن اللقاءات المنتظر عقدها خلال هذه الأيام ستتيح الإطار الملائم لاستجلاء آفاق أرحب لدفع المبادلات التجارية و عقد شراكات مثمرة و اكتشاف الفرص الواعدة لبعث المشاريع الاستثمارية.
وبدوره أوضح رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الزراعة الموريتانية، السيد أحمد باب ولد أعلي، أن هذه الأيام الاقتصادية تعد فرصة نادرة لتطوير التبادل التجاري بين موريتانيا وتونس في مختلف المجالات، و خلق شراكات اقتصادية قوية و مثمرة تعود بالفائدة و الخير على بلدينا و تخطو بهما نحو الاندماج الاقتصادي المنشود.
واضاف أن وفرة الثروات الطبيعية والمكانة الاستراتيجية الهامة لموريتانيا لم تحجب عن السلطات العمومية أهمية تحسين مناخ الاعمال وتشجيع جلب الاستثمار حيث عملت على سن ترستانة قانونية مكتملة تنظم المجال وتمنح المستثمرين امتيازات وضمانات مغرية لولوج السوق الموريتانية .
و قال إن موريتانيا تمتلك مؤهلات مشجعة في هذا المجال بوصفها أرضا خصبة للاستثمارات و سوقا بكرا بمختلف الفرص الواعدة في عدة مجالات.