تم تداول هذه الرسالة المرفقة على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي و قد حصلت "مراسلون " على ترجمتها حيث ننشرها للفائدة
أزف إليكم شكري اللامتناهي على الإصلاحات الهادفة تحديث و إعادة تنظيم الإدارة و على روح النزاهة و التعفف التي تحليتم بها و عملتم على ضخها في الإدارة سواء خلال عملكم كمدير عام للخزينة أو كوزير للمالية.
لم تكن تلك الروح بالمفاجئة لي أبدا فقد كنت مواطنا نموذجيا. و قد اعترفت لك الدولة و لو جزئيا بذلك من خلال تقليدك بوسام فارس في نظام الاستحقاق الوطني و ميدالية الامتنان الوطني كما أعرف أيضا أنك حاصل و بجدارة على شهادة دكتوراه في الاقتصاد من جامعة نيس الفرنسية.
لقد جسدتم الاستقامة و النزاهة و الخبرة و كنتم أحد أفراد جيل من الرجال و النساء يصارعون يوميا من داخل الإدارة لإصلاح ما أفسدته معاول الرشوة و الفساد.
أدرك أنكم خضتم صراعا في الظل لسد الطريق أمام الفساد فكنتم تجسدون الأمل و شكلت فترتكم رغم قصرها لحظات مضيئة في زمن عدم اليقين .
لقد كانت فترتكم فترة استثنائية و بذلتم جهدا محمودا سواء أثناء جائحة كوفيد أو أثناء الأزمة الأكرانية كما انتهجتم مقاربة استراتيجية و عصرية بشان المديونية للحد من كلفتها المالية على الدولة. وقد استطاعت وزارة المالية في عهدكم توفير الموارد الضرورية لاحتواء الارتفاع الكبير لأسعار المواد الأساسية و منع تأثير ذلك على البرامج الاجتماعية للدولة وعلى الطبقات الضعيفة مما جنب بلادنا شبح المجاعة و الانفجار.
إن مغادرتكم كانت صدمة على الغيورين على مصالح البلد.
عزائي أن القطاع المصرفي يحتاج هو الأخر إلى إصلاحات عميقة .ففي هذه الظرفية الحرجة و من أجل تلافي تدهور الوضع الاقتصادي للبلد أمل أن يشكل وجودكم على هيئة السلطة النقدية الوطنية ضمانة ضد السياسات النقدية الخاطئة أو غير الملائمة.
أشكركم مرة أخرى و أتمنى لكم التوفيق
المواطن