من صفحة د. عبد القادر محمد
خمسة قرون مضت لحد الآن على تأسيس جامع أطار العتيق، الذي انتقل من مكانه الأصلي في المدينة القديمة في سفح الهضبة الكبرى في أطار، ليستقر في مكانه الحالي في حي كرن الكصبة، مرت عقود أربعة منذ التأسيس الثاني، وتعاقبت أجيال، على محراب ومنبر الجامع الأثير الذي يعتبر واحدا من أقدم بيوت الله في بلاد شنقيط.
وتحفل ذاكرة هذا الجامع الأثير بكثير من القصص المفعمة بروح الإيمان، وجلال التقوى وأبهة التلاوات والأذكار، التي كانت تنساب بين جدرانه وعلى حصبائه المشرقة، بأكاليل الذكر ونسمات التسبيح.
كان من التقاليد الإيمانية العميقة قراءة حزب من القرآن بعد كل صلاة، إضافة إلى دروس علمية متعددة، ومواعظ وقراءات يلقيها أئمة وعلماء المسجد العتيق.
وفي منتصف الثلاثينيات انهار المسجد من جديد، تحت وطأة السيول وعوامل التعرية، التي نحتت جدرانه طيلة قرون، قبل أن يعاد بناؤه من جديد، ويعرف هذا العام بعام اطياح لمسيد منتصف الثلاثينيات
أئمة مسجد أطار خلال سبعة قرون
تعاقب على الجامع العتيق في كرن الكصبة في أطار عدد من الائمة منذ تأسيسه قبل 500 سنة، ووفق ما هو متداول في تاريخ وروايات المؤرخين الأطاريين فإن لائحة الأئمة قد شملت على الترتيب العلماء الأجلاء التالية أسماؤهم:
- محمد الملقب القلاوي بن عبد الله بن شمس الدين
- عبد الرحمن بن القلاوي
- المختار بن احسين بن إسحاق بن بن أحمد بن شمس الدين
- محم الإمام بن محمد بن المختار بن احسين
وقد تعاقب هؤلاء الأئمة على المسجد الأول في أطار والذي تأسس المدينة الأولى التي جرفتها السيول، وكانت تقع في سفح هضبة أطار.
وبعد انتقال المدينة إلى موقعها الجديد، تأسس مسجد قرن القصبة، سنة 1085 للهجرة، وكان من خصائصه أن تضمن أساسه حجرا من أرض المسجد الحرام جاء به الإمامان أحمد أبو تاج والإمام المجذوب الشمسدي.
وتولى الإمامة في هذا المسجد على التوالي أيضا
-أحمد الإمام بن محمد بن محمد المختار
- محمد عبد الرحمن بن أحمد الإمام
- أحمد بن ابراهيم بن اطفيل بن محم
- محمد عبد القادر بن أبياي بن خيري
- سيدي بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبيدن
- سيدي أحمد بن أحمد بن سيدي بن اخليل
- محمد لحبيب بن هيين
- اسحاق بن الإمام
- عبد الرحيم بن أب بن انتهاه
- متالي بن عبد الرحمن بن برو
ثم آلت من بعد متالي إلى إمامه الحالي العلامة محمد سالم بن محمدو بن بن السويدي وهو القائم على الجامع الآن، وإمام جماعته وجمعه وأعياده وشيخ محرابه.
وقد ظل جامع كرن القصبة محراب مدينة أطار الأوحد قبل أن تتوسع المدينة وتتعدد الجوامع والمصليات، ليبقى جامع كرن الكصبة ذاكرة الصلاة ومحراب أطار الأكثر رسوخا ورمزية في التاريخ الديني لأطار ولآدرار بشكل عام