تعتبر الأضحية من الأمور التي شرعها الله تعالى على عباده، والتي تقتضي بذبح أي من أنواع بهيمة الأنعام، والتي منها الغنم، والبقر، والإبل، والتي يتم فيها التقرب إلى الله تعالى، وشكره على نعمه في الحياة، وذلك وقفاً لقوله تعالى في كتابه العزيز: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، والتي فسرها العلماء بأداء صلاة العيدثم الذبح، ويبدأ وقت الأضحية من بعد أداء صلاة العيد إلى اليوم الرابع من أيام النحر، والذي يصادف اليوم الثالث عشر من ذو الحجة، والتي تُعرف بأيام التشريق، ويعتبر ذبح الأضحية من الأمور التي استحب الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم المسلم عملها، حيث إنه لا يأثم تاركها، لكنه يخسر الخير الكثير في عدم أداؤها.
شروط الأضحية
نوع الأضحية
اتفقت المذاهب الأربعة أن الأضحية تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل، والغنم، والبقر، ويشمل ذلك الذكر والأنثى من كافة الأنواع، والخصي والفحل، والماعز الذي يعتبر نوع من الغنم، وكذلك الجاموس الذي يعتبر نوع من أنواع البقر، ولا يصح في الأضحية أي من أنوع الحيوانات الوحشية، مثل الغزال، ولا من الطيور مثل الديك.
عمر الأضحية
اتفق أصحاب المذاهب الأربعة، وأكده المالكي على أنه يجب أن تبلغ الأضحية السن الشرعي المحدود، وهو الجذعة من الضأن، أي التي أتمت عمر النصف عام، والثنية من غيره، والثنية في الإبل الذي أتم الخمس سنوات، أما في البقر التي أتمت العامان، أما في الغنم الذي أتم العام، وبالتالي لا تجوز الأضحية بأقل من الثني في الإبل، والبقر، والمعز، ولا بأقل من الجذع في الضأن.
إعلان السوق المفتوح
الخلو من العيوب
غير العيوب الواضحة التي اتفق عليها المذاهب الأربعة، وهي العور الواضح، والعرج الواضح، والمرض البين، أضاف المالكية العديد من العيوب الأخرى وهي:
العمياء: وهي التي فقدت العينين، وهذه باتفاق الفقهاء لا تجوز في الأضحية، حيث إن العوراء هي من فقدت عيناً واحدة، فالعمياء تعتبر أولى، والتي في عينها بياض، وعلى ذلك اشترط المالكية.
السكاء: هي البهيمة التي خلقت بلا أذن.
المُقَابَلَةُ: هي البهيمة التي قطع جزء من مقدم أذنها وبقيت ملتصقة في مقابلة الأذن ولم تنفصل.
المدابرة: هي الجزء الذي قطع من مؤخرة إذنها، وتدلت ولم تنفصل، وتعتبر عكس المقابلة.
الشرقاء: هي مشقوقة الأذن.
الخرقاء: هي التي في إذنها خرق، أو شق، أو المنقوبة الأذن وهي التي تم قطع بعض أذنها من الجهة السفلية.
الجدعاء: هي مقطوعة الأذن، ولا تجوز عند المالكية إن قطع من أذنها.
اقرأ أيضاً: قبر الرسول عليه الصلاة والسلام
ملك الأضحية
يًشترط أن تكون الأضحية التي سيتم ذبحها ملك للشخص المضحي، أو لديه الإذن الصريح والكامل في ذبحها من قبل الشرع، أو من قبل صاحبها الأصلي، ما يعني أن الأضحية لا تصح بشيء لا يملكه المضحي، مثل المغصوب، أو المسروق أو الذي تم أخذه بدعوة باطلة، ويقول المذهب المالكي أنه في حال كان الشخص بحاجة لمبلغ الأضحية لإتمام أمور أساسية في الحياة، فالأمر أولى من الأضحية، والجدير بالذكر أن جميع المذاهب بينت أنه لا يجوز التقرب إلى الله تعالى بمعصية أو مال ليس من حق المضحي.
وقت الأضحية
يجب الحرص على أن تتم الأضحية في الوقت المحدد شرعاً، وهو الوقت الذي ما بعد صلاة العيد وهو الذي يعرف بيوم النحر إلى وقت غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، والذي يصادف اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وبالتالي تكون أيام الذبح أربعة أيام.