بدأت الاثنين في نواكشوط أعمال ورشة وطنية لتخطيط وبرمجة الحملة الزراعية لموسم 2022/2023.
ولدى اشرافه على افتتاح الورشة أوضح معالي وزير الزراعة السيد آدما بوكار سوكو أن هذا اللقاء يجسد الإرادة الصادقة في إشراك كل الفاعليين في القطاع الزراعي لإيجاد تصور حول الجهود الواجب بذلها من أجل ضمان تحقيق الأمن الغذائي.
وأضاف أن الظرفية الاستثنائية الحالية تتسم بتفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي بسبب النقص الحاد في التساقطات المطرية خلال الموسم الماضي وانعكاسات جائحة كوفيد19.
وأشار إلى أن العمل على توفير الغذاء الكافي للسكان أصبح لزاما لضمان السيادة الوطنية، وهو ما عبر عنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في خطابه بمناسبة الذكرى الحادية والستين لعيد الاستقلال الوطني حين قال" ونحن ندرك أن الأمن الغذائي، مسألة سيادية ومصيرية، وأنه لا مناص لنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي، على الأقل في المواد الغذائية الأساسية ".
وبين أن الحكومة تعمل، بإشراف معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود، على تجسيد هذه الرؤية وذلك بتسخير الطاقات البشرية والموارد المادية من أجل تثمين المقدرات الزراعية واستغلالها لتحقيق الأمن الغذائي.
ونبه إلى أن مصادقة الحكومة في اجتماعها الاخيرعلى بيان حول المبادرة التعبوية الوطنية من أجل النهوض بالزراعة في موريتانيا برهان صادق على الإرادة السياسية للسلطات العليا في البلد من أجل مكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
وقال إن هذه الورشة تهدف إلى عرض حصيلة الحملة الزراعية المنصرمة 2021/2022 واستخلاص العبر منها واتخاذ ما يلزم من تدابير عملية لتجاوز العراقيل المسجلة والتشاور مع كافة الفاعلين في القطاع الزراعي من أجل برمجة دقيقة للحملة الزراعية المقبلة 2022/2023 والتحضير المحكم لها مع التركيز على تنمية الشعب الزراعية الأساسية (شعبة الحبوب والخضروات) بزيادة الإنتاج والإنتاجية.
وثمن مستوى مشاركة مختلف هيئات القطاع والفاعلين الاقتصاديين والتنظيمات المهنية التي تعكس الأهمية القصوى التي يوليها القطاع لنجاح هذه الورشة.
بدوره اوضح رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد ان الحرص على اشراك كل الفاعلين في هذه الورشة يعكس الإيمان بأهمية تضافر جهود الجميع لإنجاح هذا الموسم وبواجب تقييم الخطوات التي تم قطعها في سبيل تحقيق الأمن الغذائي.
وأشار إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية لمعالجة الاشكالات البنيوية التي حالت دون تحقيق بلادنا الاكتفاء الذاتي وهو ما يفسر الإرادة الصادقة والاستراتيجيات النوعية التي اقترحها لتجاوز هذه الصعاب وتوجيه السلطات العمومية والشركاء والفاعلين في القطاع الخاص وتحفيزهم على أهمية الاستثمار في القطاعات الإنتاجية وتثمين الموارد الأولية للبلاد بوصفها موا رد متجددة تمتص اليد العاملة وتحقق الأمن الغذائي للمواطنين ولا ترتهن للتحديات الخارجية أو تقلبات الأسواق.
ونبه إلى أن القطاع الخاص سارع إلى تلبية تلك الندا ءات والتوجيهات ومواكبة للجهود الحكومية إلى المشاركة في تجسيد هذا التوجه والى أن ثمار ذلك واضحة من خلال تحقيق الأمن الغذائي في مجال الأرز وفي مجالات علف الحيوان وتوفير الحاصدات واستثمار آلاف الهكتارات ووضع القروض الخاصة بترقية هذه القطاعات.
وجدد سعي القطاع الخاص واتحادياته من أجل الوفاء بتلك الالتزامات وخلق المزيد من المشاريع في القطاع الزراعي والعمل على إنجاح الحملة المقبلة والاستفادة من مختلف الدروس التي ستتوج أعمال الورشة.
أما ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو في بلادنا السيد اليكساندر حيين فقد قال إن ضمان حملة زراعية في مختلف الشعب الزراعية يتطلب جهود كل الفاعلين والأطراف المعنية ومواكبة المنتجين عبر توجيه سليم للموارد دون أن ننسى دور البحث الزراعي.
وقال إن موريتانيا تم قبول مشاركتها في مبادرة " يدا بيد " التي أطلقها المدير العام لمنظمة الفاو وهي مبادرة نموذجية للبلد بهدف تسريع التحول الزراعي والتنمية المستدامة ومكافحة الفقر والجوع وسوء التغذية.
وأضاف أن هذه المبادرة ترمي إلى تحديد الأولويات وفرص الاستثمار وتسهيل الشراكة الفنية والمالية.
وبدوره ثمن رئيس الاتحادية الوطنية للزراعة السيد جا آدم عمار تنظيم هذه الورشة التي تشكل فرصة لتبادل وجهات النظر بين مختلف المتدخلين في القطاع الزراعي بغية إيجاد حلول ناجعة للمشاكل المطروحة.
حضر افتتاح الورشة وزير التنمية الحيوانية ومستشار برئاسة الجمهورية ومستشار بالوزارة الأولى وعدد كبير من الباحثين والمهتمين بالشأن الزراعي في بلادنا.