
بعد إذنكم السادة فخامة الرئيس ومعالي الوزير الأول ووزير التهذيب،والإخوة المستشارون في كل المواقع والخبراء الإداريون والتربويون:
أيمكن أن يبلغ التعليم عندكم من عدم الأهمية وأكاد أقول الحقارة !!
أن تنشؤوا مدارس لتكوين المعلمين في مختلف مناطق البلد وترسلون لها طلابا للتكوين لمدة سنتين بمنحة لا تتجاوز ١٥ ألف أوقية قديمة هي كل دخلهم ؟!
أيمكن أن تعتبروا ١٥ألفا أوقية تكفي للسكن والغذاء والملابس والتنقل للطالب طيلة سنتين من التكوين التربوي ليقوم بتعليم أبناء الوطن في كل الاصقاع؟! إن عدم الاهتمام بالتعليم ظهر في كل إشكال التعامل معه من ضعف العناية بالبنى التحتية له إلى حجم المخصصات والرواتب والعلاوات وحتى السكن والرعاية الأجتماعية، إلا أن درجة التعامل مع تلاميذ مدارس التكوين جسد درجة عالية من الإهمال ومن اللامبالاة تجعلنا نقف حائرين أمام ماهية الأسباب!!
وإننا غير قادرين دون مساعدتكم سادتنا المسؤولين الكرام على إدراك مغزى هذا البخل الذي يصيبكم عند الصرف على قطاعات التعليم والصحة والخدمات المختلفة ذات العلاقة بالجماهير الغفيرة وهذا السخاء والكرم المفرط عند التعامل مع الوزراء وكبار الموظفيين الذي يجعلكم بالنسبة للأخيرين تبالغون في تضخيم رواتبهم وإعادة البحث في كل فترة عن المزيد من تحسين أوضاعهم و أوضاع محيطهم ومساعديهم في الوقت الذي نراكم تبالغون في إهمال موظفي وعمال القطاعات الأكثر فائدة والأكثر تأثيرا في الحياة الوطنية !!
إن الأساتذة والمعلمين والأطباء والممرضين والشرطة والجنود وموظفو المكاتب والعمال اليدويون والفراشة والبوابين ؛ جميعهم هم طاقة العمل الوطني وأساس وروح النشاط في الوطن بكل قطاعاته فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستمر رواتبهم بهذا المستوى المتدني الذي لانرى سببا له يمكن السكوت عليه..
إننا ايها السادة لانرى معقولية ضخامة رواتب كبار المسؤولين بالمستوى التي هي به ومخصصات بالغة الضآلة للقوة الرئيسية التي يعتمد عليها الوطن .
إن تلاميذ في تكوين المعلمين يؤمل منهم ممارسة التعليم في جميع المدارس الأبتدائية يتركون سنتين في ظروف الجوع والعري والضياع لايمكننا أن ننتظر منهم أن يستوعبوا الدروس التي تقدم لهم ولاإعطاءها للأطفال الذين سيوكلون إليهم لتهيئتهم للحياة التي نتمنى كلنا أن تكون طيبة سوية سعيدة !!!
التراد ولد سيدي