قال رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدي محمد ولد الطالب أعمر إن بعض الجهات المشاركة في التشاةر استغلت جو التهدئة للتصعيد من أجل أجندات تخصها.
وأضاف رئيس الحزب، خلال اجتماع المكتب التنفيذي لحزبه، مساء اليوم الاثنين، أن جهات أخرى عملت على استغلال ذلك الوضع "لتعكير الجو الذي كانت عملية التشاور تسير فيه".
وأكد ولد الطالب أعمر الحزب والأغلبية ماضون في العملية من أجل إنجاح المسار "حال توفر الظروف التي تخدم مصلحة وطننا"، وفق تعبيره.
وفي ما يلي نص خطاب رئيس الحزب:
"السادة أعضاء المكتب التنفيذي،
يسعدني أن نلتقي اليوم في إطار اجتماعنا العادي لبحث مستجدات الساحة السياسية بين جلستينا الماضية والحالية، ولنقاش بعض القضايا المهمة الخاصة بعملنا الحزبي والوطني.
ففيما يخص النشاطات الحزبية نظم الحزب يوم الأحد 29 مايو 2022 حفل تكريم على شرف عضو مكتبه التنفيذي ورئيسة جهة نواكشوط السيدة فاطمة بنت عبد المالك، إثر انتخابها رئيسة لمنظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية بإفريقيا, وقد تخلل الحفل العديد من الفعاليات احتفاء بهذا الحدث الهام، وقد ألقيت كلمة عبرت فيها عن سعادة جميع الهيئات الحزبية بهذا التكريم المستحق، والذي يجسد طموحات ونجاحات هذه الأخت الكريمة، ويعكس مدى تقدم بلادنا في مجال اللامركزية والحكامة الرشيدة، وفق ما عمل عليه برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
واجتمعت منسقية أحزاب الأغلبية يوم الأربعاء 01 يونيو 2022 بمقرب حزب الاتحاد، حيث ناقشت أهمية تقييم الظرفية السياسية ومسار عملية التشاور في ضوء تململ بعض الواجهات السياسية، ومحاولة استغلال ذلك من بعض الجهات الأخرى، واتفق أعضاء المنسقية على ضرورة مراجعة المسار والتريث باعتبار التشاور كان أصلا مطلبا للمعارضة، مع ترجيح عدم الاستمرار فيه في الظروف الحالية.
وبعد إعلان لجنة الإشراف على عملية التشاور تعليق مسار العملية حتى تتسنى شموليتها لجميع الجهات السياسية، أصدر الحزب يوم 03/06/2022 بيانا أكد فيه على أهمية هذا القرار الذي يلبي متطلبات المرحلة السياسية والوطنية ، مبينا أننا عملنا منذ تشكيل منسقية الأحزاب الممثلة في البرلمان مع زملائنا من أحزاب الأغلبية والمعارضة على التوصل معا إلى خارطة طريق رسمت معالم عملية تشاور حول أهم القضايا الوطنية، وسعينا أثناء ذلك المسار إلى أن لا تستثنى أية جهة سياسية وطنية.
وهنأ البيان فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على الضمانات التي طالما قدم للأحزاب والجهات السياسية من أجل إنجاح عملية التشاور وتطبيق مخرجاته، كما أكد البيان على استعدادنا لمواصلة المسار ولكن على أسس أكثر ضمانا للمصداقية والنجاح.
واجتمعت منسقية أحزاب الأغلبية بمقر حزب الاتحاد من اجل الجمهورية مساء الاثنين 06 يونيو 2022، وقد تم خلال هذا الاجتماع نقاش ظروف وتداعيات إعلان التوقيف المؤقت لعملية التشاور من طرف اللجنة المشرفة على تنظيمه، وأكدت المنسقية أن التشاور مبدأ طالما تمسك به أعضاؤها لأنه من صميم برنامج "تعهداتي" لفخامة رئيس الجمهورية، وأنها تجاوبت مع مختلف أطراف المعارضة التي طالبت به مع اشتراطها الدائم أن يكون جامعا لا يقصي طرفا ولا يستثني جهة.
وعبرت المنسقية عن استحسانها لقرار لجنة الإشراف باعتباره يلبي تطلعاتها إلى حماية المصلحة العامة والدفاع عن المكتسبات الوطنية، وأكدتْ على تمسكها بمبدأ التشاور على أن يتواصل في ظروف مناسبة وعلى أرضية أكثر صلابة تضمن أن تكون الأطراف الأخرى أكثر جدية لمواصلته.
وفي يوم الثلاثاء 07/06/2022 اجتمعتُ بالسادة الأمناء الاتحاديين للحزب لتدارس مختلف قضايا الساحة الوطنية، وتحدثت معهم حول ضرورة التعامل مع المرحلة وفق مقتضيات المصلحة الوطنية العليا، انسجاما مع برنامج فخامة رئيس الجمهورية، كما تحدثت معهم حول حقيقة التفاعلات التي أحدثها خروج بعض الأقطاب من عملية التشاور والمغزى من ذلك وموقف الحزب والأغلبية مما آلت إليه الأمور بعد ذلك.
من جهة أخرى، فقد عقدتُ عدة اجتماعات في مدينة أطار مع الهيئات الحزبية والمنتخبين والفاعلين في ولاية آدرار، وناقشت معهم مختلف القضايا الوطنية والسياسية، واستمعت إلى مجمل ملاحظاتهم وتطلعاتهم ومطالبهم، وأطلعتهم على أسباب تعليق مسار التشاور الوطني، حيث استغلت بعض الجهات المشاركة فيه جو التهدئة للتصعيد من اجل أجندات تخصها، كما عملت جهات أخرى على استغلال ذلك الوضع لتعكير الجو الذي كانت عملية التشاور تسير فيه، وأكدت للمناضلين والمواطنين في تلك الولاية أننا في الحزب والأغلبية سنواصل العملية من اجل إنجاح المسار حال توفر الظروف التي تخدم مصلحة وطننا.
أيها السادة أيتها السيدات،
إنكم تدركون أن كل مراحل ومواضيع التشاور تم تحضيرها باتفاق جميع المشاركين فيه، إلى أن انسحب قطب من أقطاب اللجنة التحضيرية له، حيث ارتأت لجنة الإشراف تعليق المسار لأن الأهداف التي رسمت وحددت أصلا لهذا التشاور لم تعد مضمونة التحقق، وبالتالي فإنه من الأولى توقيفه إلى أن تكون الظروف مواتية لعدم استثناء أي موضوع أو أحد، وفق ما حدده أصلا فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وبخصوص تنفيذ البرنامج السنوي للحزب فقد تم تنفيذ جزء كبير منه، ونحن عاكفون على تنفيذ بقيته وفق المسطرة المرسومة سلفا من طرف قيادة الحزب، مواكبة لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية ومنجزات الحكومة، وذلك من خلال رصد ما تحقق في مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والدبلوماسية، والعمل على حمايته والدفاع عنه، وكذا العمل المستمر على تفعيل مختلف الهيئات الحزبية، وانتظام الاجتماعات والفعاليات على المستوى المركزي وعلى مستوى كل الهيئات الوطنية والمحلية..
إننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى بحماية هذه الإنجازات والوقوف بحزم أمام المتربصين بها، من أعداء مشروعنا المجتمعي وأصحاب المصالح والأجندات الشخصية الذين لا يجدون للنجاح معنى إلا بقدر مكاسبهم الخاصة، وهنا أجدد التأكيد على أن المشروع التنموي والسياسي الطموح الذي وضعه فخامة رئيس الجمهورية، يسير بخطوات واثقة ولن تهزه الأطماع وأعداء التحديث والعدالة والإنصاف...
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"