ما هي شروط الصلاة التسعة من الأسئلة التي يبحث المسلمون بعمومهم عن جوابٍ لها، وهي من الأمور الهامّة التي من الضروري لكلّ مسلم ومسلمة أن يكون على اطّلاعٍ عليها، فالصّلاة من أعظم العبادات وأجلّ القربات والطاعات، وهي ركنٌ من أركان الإسلام، وهي الفرق بين الكفر والإيمان، وعبر موقع المرجع سيتمّ بيان وتوضيح أركان وواجبات وشروط الصلاة.
الصلاة في الإسلام
تمهيدًا للمرور على شروط الصلاة التسعة في الإسلام، لا بدّ من التعريف بالصلاة وبيان فضلها ومكانتها، وقد عظم الدين الإسلامي الصلاة ورفع شأنها وذكرها وأعلى مكانتها، فالصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أوّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، والصلاة هي الفارق بين المسلمين وغير المسلمين، قال تعالى في محكم تنزيله: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.[1] والصلاة كفارةٌ للذنوب والخطايا، وهي نورٌ للعبد يوم القيامة وفي الحياة الدنيا، ويبلغ الرجل في صلاته مقام الصّديقين والشهداء، وهي ما يؤدّى في وقتها الشرعي المحدد، فأداء الصلاة في وقتها من الأوقات المحددة شرعًا.[2]
شاهد أيضًا: شروط الصلاة واركانها وواجباتها
ما هي شروط الصلاة التسعة
حدّد أهل العلم تسعة شروطٍ للصلاة وهي الإسلام، والبلوغ، والعقل والخلو من الحيض والنفاس، والطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، والطهارة م الخبث، والعلم بدخول الصلاة، وستر العورة، واستقبال القبلة، وقد قسم أهل العلم هذه الشروط لقسمين أساسيين، وهما شروط الوجوب وشروط الصحة، ويمكن تعريف الشرط أنّه ما ترّتب على عدمه العدم، ولا يترتب على وجوده وجودٌ ولا عدم، كما الوضوء بالنسبة للصلاة، فيترتب على عدم الوضوء عدم الصلاة ولكن لا يترتب بوجود وجود الصلاة وعدمها، وفيما يأتي سيتمّ تقسيم شروط الصلاة بحسب الوجوب والصحة.[3]
شروط وجوب الصلاة
جعل أهل العلم لوجوب الصلاة على المسلمين أربعة شروط وهي:
- الإسلام: فالكافر لا تجب عليه الصلاة، ولو أسلم لا يجل عليه قضاء ما فاته في كفره منها، فالإسلام يجبّ ما قبله، ولأنّه لو وجب القضاء على من يدخل الإسلام لكان ذلك تنفيرًا له، أمّا لو ارتدّ فواجبةٌ عليه وعليه أن يقضيها.
- البلوغ: فالصبي غير مكلّف ولا تجب عليه الصلاة، وقد روى النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عن الصبيِّ حتى يبلغَ وعن المجنونِ حتى يفيقَ وعن النائمِ حتى يستيقظَ”.[4] ولكن يؤمر بها في السبع، ويضرب عليها في العشر.
- العقل: فالمجنون كذلك لا تكليف له، ولا تجب عليه الصلاة، ويقاس عليه كلّ من زال عنه عقله بسببٍ مباح، أمّا ما زال عنه بخمرة ونحوها من المحرمات فلا تسقط عنه.
- الخلو من الحيض والنفاس: وسقوط الصلاة في هذه الحالة هو من قبيل العزائم لا من قبيل الرخص، ولا يجب القضاء على الحائض المرتدة لأنها من أهل العزائم.
شاهد أيضًا: شروط صلاة الجمعة عدد المصلين
شروط صحة الصلاة
في تتمة شروط الصلاة التسعة فإنّ أهل العلم قد جعلوا لصحة الصلاة خمسة شروط، وهي كما يأتي:
- الطهارة من الحدث الأصغر والحدث الأكبر: فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}.[5]
- الطهارة من الخبث: فالصلاة لا تصحّ أبدًا لمن علق بثيابه أو جسده أو تواجد في مكان صلاته نجاسة حسية، وقد وردت الكثير من الأحاديث الشريفة التي توجب تطهير الثياب والبدن والمكان.
- العلم بدخول وقت الصلاة: فالوقت سبب من أسباب الصلاة، والعلم بدخول الوقت شرطٌ من شروطها، فالصلاة كانت على المؤمنين مؤقتة وكتاب موقوت، ويكون ذلك بالأذان أو إخبار أحدٍ من الثقة.
- ستر العورة: فقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده أن يتخذوا زينتهم عند كلّ مسجد، والزينة هي كلّ ما يستر العورة، فوجوب ستر العورة شرطٌ اتفق عليه أهل العلم، وحتى لو كان المسلم وحيدًا، وعورة الرجل ما بين السرة والركبة، وبدن المرأة كلّه عورة إلا الوجه والكفان عند أكثر أهل العلم.
- استقبال القبلة: فقد أجمع أهل العلم أن استقبال القبلة شرطٌ لصحة الصلاة، ولا فرق بين الفريضة والنافلة في ذلك، ويستثنى من هذا الشرط المسلمون في حالة الخوف من العدو، فيصلّون باتّجاه عدوهم بصلاة الخوف، وكذلك صلاة النافلة للراكب، فله أن يصلي حيثما توجهت راحلته.
- النية: وهو شرطٌ إضافة الكثير من أهل العلم فلا تصحّ الصلاة من غير نية، وهي عزم القلب على فعل العبادة تقرّبًا من الله.
شاهد أيضًا: عدد أركان الصلاة أربعة عشر ركنا
أركان الصلاة الخمسة
بمعرفة ما هي شروط الصلاة التسعة فمن المهم بيان أركان الصلاة، وهي كما حدّدها أهل العلم أربعة عشر ركنًا كما الآتي:[6]
- القيام في الصلاة للقادر على القيام.
- تكبيرة الإحرام بقول الله أكبر.
- قراءة سورة الفاتحة في كلّ ركعة.
- الركوع وأقلّه الانحناء بحيث يمكن لمس الركبتين بالكفين.
- الرفع من الركوع.
- الاعتدال قائم.
- السجود وأكمله أن يمكّن جبهته وكفاه وركبتاه وأطراف أصابع قدميه من محل سجوده.
- الرفع من السجود.
- الجلوس بين السجدتين.
- الطمأنينة وهي أن يسكن في كلّ ركنٍ فعلي.
- التشهد الأخير في الصلاة.
- الجلوس للتشهد الأخير والتسليمتين.
- ترتيب الأركان والموالاة بينها.
واجبات الصلاة
أمّا واجبات الصلاة فهي عند أكثر أهل العلم ثمانية وهي كما يأتي:
- التكبير لغير الإحرام.
- القول عند الرفع من الركوع سمع الله لمن حمده.
- القول ربنا ولك الحمد.
- قول المصلي في الركوع سبحان ربي العظيم مرة.
- قول المصلي في السجود سبحان ربي الأعلى مرة.
- أن يقول المصلي بين السجدتين رب اغفر لي.
- التشهد الأول الذي يكون بعد الركعة الثانية.
- الجلوس للتشهد الأول.
ما هي شروط الوضوء
بمعرفة شروط الصلاة فمن المهم معرفة شروط الوضوء التي قسّمها أيضًا أهل العلم إلى شروط وجوب وشروط صحة، وشروط وجوب وصحة معًا، فشروط الوجوب هي ما إذا اجتمعت وجبت الطهارة، فإذا عدمت لم تجب الطهارة، وشروط الصحة هي ما لا تصحّ الطهارة إلا بها، وشروط الوضوء كما يأتي:
- الإسلام الذي اختلف أهل العلم في كونه شرطًا أم لا فكان قول الأحناف أنّه يجوز الوضوء من الكافر.
- التكليف الذي يكون بوصول المرء سنّ البلوغ وكمال العقل، فالمجنون والطفل لا يصحّ منهما الوضوء.
- ارتفاع دم الحيض والنفاس، فلو توضأت المرأة وهي في حيضها لم يرتفع حدثها.
- طهورية الماء الذي اشترطه أهل العلم مطلقًا فالماء النجس لا يصحّ الوضوء به.
- عدم وجود ما يمنع وصول الماء إلى أعضاء الوضوء.
- دخول الوقت على من به حدث دائم.
- أن يكون الماء الذي يتوضّأ منه مباحًا غير مغصوبٍ ولا نحوه.
- القدرة على استعمال الماء.
شاهد أيضًا: خريطة مفاهيم اركان الصلاة
إلى هنا نختتم مقال ما هي شروط الصلاة التسعة، وهو المقال الذي عرّف بالصّلاة في الإسلام وبيّن مكانتها وفضلها، وبيّن شروط صحة الصلاة وشروط وجوبها، وذكر أركانها وواجباتها، كما ختم بذكر شروط الوضوء.