أصدرت وزارة الثقافة والشباب والرياضة بيان تعزية للحقلين الثقافي والتربوي إثر رحيل العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه.
وأوضحت الوزارة الثقافة في بيان لها إن الساحة العلمية والأدبية الوطنية والعالمية "فقدت المرحوم في لحظة هامة من لحظات الفعل الثقافي الوطني، مهرجان مدائن التراث، وفي خضم الاحتفال بنواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي"
كما وصف بيان التعزية الراحل بأنه "نذر جل حياته لخدمة الثقافتين العربية والإسلامية" كما "حمل على عاتقه تقديم أدب بلاده للعالم من خلال أول أطروحة يقدمها باحث عن الشعر الكلاسيكي في موريتانيا للجنة النقاش في السوربون"
وأضاف البيان "أن رحيل جهبذ كالعلامة محمد المختار بن اباه يعني هجوع صفحة محبرة بمداد الثقافة والأدب والفقه والتاريخ"
وفيما يلي نص التعزية :
تأبين وزارة الثقافة والشباب والرياضة العلاقات مع البرلمان
"يا أيتها للنفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم
باسم معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان وباسم صناع الكلمة وسدنة الحرف، باسم رجال التعليم والتفسير والتجويد والتصوف، باسم رواد البحث الأكاديمي ومرتادي الصرح الجامعي .. باسم تيشيت وأخواتها من مدائن التراث باسم نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي تتقدم اللجنة المشرفة على النسخة الحادية عشرة من مهرجان مدائن التراث – تيشيت 2023 بأخلص التعازي وأصدق المواساة للحقلين الثقافي والتربوي إثر رحيل العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه ..وإن إكليل التعازي ليطوق عائلة الراحل الكريمة وتلامذته ومريديه .. إنا لله وإنا إليه راجعون.
في لحظة هامة من لحظات الفعل الثقافي الوطني، مهرجان مدائن التراث، وفي خضم الاحتفال بنواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي تفقد الساحة العلمية والأدبية الوطنية والعالمية رجلا نذر جل حياته لخدمة الثقافتين العربية والإسلامية، رجلا حمل على عاتقه تقديم أدب بلاده للعالم من خلال أول أطروحة يقدمها باحث عن الشعر الكلاسيكي في موريتانيا للجنة النقاش في السوربون ...
لقد كان الرزء أكبر من جبال تكانت ذلك أن رحيل جهبذ كالعلامة محمد المختار بن اباه يعني هجوع صفحة محبرة بمداد الثقافة والأدب والفقه والتاريخ ... صفحة من سفر الإنسانية تكاد تخنقها العبرات وهي تتذكر كيف كانت ذات يوم جزء من ترجمته التاريخية الخالدة لمعاني القرآن الكريم٫ أو سطرا بلاغيا من مقدمة الشعر والشعراء في موريتانيا أو حكاية دالة من تاريخ النحو في المشرق والمغرب، أو نادرة آسرة من نوادر تاريخ علم الحديث أو أحد الأزمة المرصعة في موكب السيرة النبوية أو لحظة من لحظات الخلاص الذاتي في تاريخ التصوف، أو قصة طفولية بريئة من حكاية صاحبها مع الشعر والحياة..
ترجل محمد المختار متجاوزا حاجز التسعين، تاركا خلفه طلابا ومريدين يردد حاديهم :
رحلت فكم باك بأجفان شادن == عليك وكم باك بأجفان ضيغم
وعلى تلة الضريح يردد الثاني :
في ذمة الله ما ألقى وما أجد == اهذه صخرة أم هذه كبد
قد يقتل الحزن من أحبابه بعدوا == عنه فكيف بمن أحبابه فقدوا
ايها المتهلل في فراديس الجنان، أيها الرافل في قشيب الرحمة والغفران.. خذ معك وأنت تغادر مع الحمائم والنسائم حبنا ودعاءنا.. ما تراه ليس دمعا .. ما تراه مجرد مداد حبرك الذي حولته السنين إلى ماء حياة وإكسير خلود ...
أنت أيها المتدثر بإشراقة البدر على الصحابة من أهل بدر :
"أمثالك تموت أجسامهم لأن الموت حق على الأحياء جميعا , ولكن ذكرهم لا يموت لأنّهم فرضوا أنفسهم على الزمان وعلى الناس فرضا , وسيوارى شخصك الكريم في أطباق الثرى , ولكن القبر الذي سيحتوي شخصك لن يستأثر بك , فلك في قلوب الذين يحبونك والذين ينتفعون بأدبك وعلمك ذكر لن يموت , ولكنّهم لن يستأثروا بذكرك , وإنّما ستشاركهم فيه الأجيال التي تبقى بقاء الدهر".