أكدت نتائج انتخابات 13 مايو 2013 قوة وتماسك القواعد الشعبية لحزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم UDP فقد تبوء الحزب الترتيب الثاني من بين الأحزاب من حيث عدد البلديات وعدد المستشارين بعد حزب الإنصاف ، و الترتيب الثالث من حيث عدد النواب بعد حزبي الإنصاف و تواصل، فالمقاربة المتبعة داخل الحزب في المناطق الحزبية لاختيار المرشحين في اللوائح الانتخابية معروفة ونابعة من قواعد الحزب دون أي تدخل من قيادته، وقد يكون هذا الأسلوب الديمقراطي الراقي النموذجي قد سبب مشاكل لشركاء من تشكيلات سياسية أخرى مما دفعهم إلى شن هجمة شرسة اتجاه حزبنا قبل وأثناء الحملة الانتخابية لأنهم ببساطة لا يؤمنون بهذا النوع من المقاربات ويطمحون دائما أن تبقى ديمقراطيتنا مشوهة تعتمد على القبلية والجهوية والفئوية، مستمدين قوتهم وحضورهم ونفعهم من ذلك، مقدمين مصالحهم الشخصية على مصلحة وطنهم لأن هذا هو نهجهم الذي أوصلهم إلى هذه المواقع المتقدمة فلا يمكن لهم تغييره للأسف حتى إذا كنا في القرن الواحد والعشرين الذي أصبح العالم فيه قرية كونية واحدة.
لهذا فاجأنا بعض شركائنا في المشروع الناظم للأغلبية الرئاسية بأسلوب غير مألوف حيث تبني منذ فترة مضايقتنا لترك الحكومة والهجوم على رئيستنا دون مبررات، لكن تلك الأراجيف والدسائس التي تحاك ما فتئت أن تحولت إلى سراب بقيعة ! فكلما توقع الرأي العام تشكيل حكومة أو تعديل وزاري نُفَاجَأُ بحملة دنيئة ضد حزبنا المتجذر الضارب في الوسطية والوطنية والسلمية، لكن هيهات! هيهات!
" بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون"
إن المبتغى من هذه الحملات ضد حزبنا هو ابعادنا من كافة المواقع القيادية في السلطة التنفيذية ومغالطة الرأي العام بالأكاذيب والشائعات التي مصدرها للأسف الشديد من كنا نظن أنه أكثر حرصا على تماسك واستقطاب الآخرين لتعزيز وتقوية صفوف أغلبية فخامة رئيس الجمهورية خاصة أننا على أبواب انتخابات رئاسية في السنة القادمة.
إن شراكة حزبنا في مشروع الأغلبية الرئاسية متجذرة منذ قطعنا العهد أمام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني 2019 في تبني برنامجه الانتخابي وبرهنا على ذلك في الانتخابات المتوجه له بتاريخ 22 يونيو 2019، وما زلنا على الدرب سائرين.
إن حضورنا القوي في الأغلبية يتجسد في الدفاع عن البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية والحفاظ على تماسكها بغض النظر عن الانتماءات لأن الهدف هو استقطاب أكبر كم بشري من شأنه أن يساعد في تنفيذ الرؤى التنموية الثاقبة لفخامة رئيس الجمهورية.
إن حزبنا حرصا منه على جمع شتات الأغلبية قد بادر بقبول ترشيح مجموعات وازنة خرجت مغاضبة من أحزابها في أنحاء البلد وذلك بغية رأب الصدع الذي ما انفكت تشهده الأغلبية قبل الانتخابات المنصرمة التي حاول بعض المرجفين تشتيتها لحاجة في نفس يعقوب!
نشير هنا إلى أننا نسعى لضمان تأمين الدعم الشعبي لرئيس الجمهورية في رئاسيات 2024 التي كان حزبنا سباقا للإعلان عن دعمه لمأمورية ثانية من أجل أن تستمر عجلة التنمية والحكامة الرشيدة وسياسة التهدئة و بسط السكينة التي لم يسبقه إليها رئيس من ذي قبل.
وليست هذه النتائج التي حققناها وليدة مغاضبة هؤلاء الذين إحتضناهم فقط، بل إن القواعد الشعبية للحزب والسمعة الطيبة المشهود بها لقائدته ونظافتها في تسيير المال العام ساهم كل ذلك في تعزيز صدارتنا في الاستحقاقات الأخيرة، رغم الحملة الشرسة التي تعرضنا لها، والتي لم تثني أي مرشح في الحزب، كما أننا الحزب الوحيد الذي لم تنسحب منه أي لائحة في الاستحقاقات الأخيرة و الحمد لله.
وبالمحصلة النهائية فإننا رغم الظروف التي انتخب فيها رئيس الجمهورية 2019 وأسلوب التهدئة والانفتاح والسكينة الذي انتهجه بعد ذلك أمور من بين أخرى جعلتنا في الإتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم UDP نبتلع الغبن في التمثيل في الجهاز التنفيذي، واليوم وبعد هذه الاستحقاقات التي جرت في هذا الجو التنافسي الإيجابي، والنتائج الكبيرة التي حققناها نتطلع إلى أن يتم إنصافنا وإزالة الغبن عنا في حجم تمثيل يتناسب والمعطيات الانتخابية المتحصل عليها.
*سيدي محمد ولد عالي*