كلمة فخامة رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الافريقي السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أمام الدورة السابعة والسبعين لجمعية الصحة العالمية بجنيف
- معالي رئيس الجمعية العامة،
- معالي السيد تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية،
- أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود،
- ممثلو المنظمات الشريكة لمنظمة الصحة العالمية،
- السيدات والسادة،
أود في البداية أن أشكر سعادة السيد تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على تفضله بدعوتي للتحدث في حفل الاستقبال الرفيع المستوى بمناسبة انعقاد الدورة السابعة والسبعين لجمعية الصحة العالمية تحت شعار: (عالمٌ معبأ من أجل الصحة.. الصحة للجميع).
كما أود أن أهنئه على الجهود المعتبرة والمثيرة للإعجاب التي قامت وتقوم بها منظمة الصحة العالمية، في ظروف صعبة وبتمويل غير كاف في كثير من الأحيان وأقل مما يضمن التغطية الصحية الشاملة.
إن التغطية الصحية الشاملة والفعالة هي وحدها القادرة على ضمان تمتع جميع الناس في كل مكان بحقهم المشروع في الصحة والرفاهية تمتعا كاملا وفقاً للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة للألفية. وقد أتاح التنسيق الفعال الذي قامت به منظمة الصحة العالمية للجهود العالمية إحراز تقدم نحو تحقيق هذه الأهداف الثلاثة من أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب الجهود التي بذلتها الدول الأعضاء لإعادة هيكلة نظمها الصحية وإصلاح أطرها التشريعية والتنظيمية، ولا سيما التأمين الصحي لديها، من أجل خفض التكاليف الصحية التي يتحملها المرضى، مما حقق بعض النتائج الإيجابية التي لا يمكن إنكارها على نطاق عالمي، ولا سيما في أفريقيا.
فعلى سبيل المثال، ارتفع متوسط العمر المتوقع للنساء الأفريقيات من خمس إلى أربع سنوات ليصل إلى 67 سنة، كما سجل انخفاض كبير في معدل وفيات الأطفال الذين يموتون قبل سن الخامسة، ويجري العمل على القضاء على العديد من الأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال ومرض دودة غينيا والكزاز لدى الأمهات والمواليد.
وعلى الرغم من هذه النتائج، وهي نتائج مشجعة بالتأكيد، إلا أننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق أهداف أجندة 2030 فيما يتعلق بالصحة والرفاهية. ويكفي أن ننظر إلى حقيقة أن نصف مواطني أفريقيا، أو ما يقرب من (48%)، أي حوالي 672 مليون شخص، لا يحصلون دائما على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها. وترتبط المحددات الرئيسية لهذا الوضع غير المقبول بضعف البنى التحتية الصحية، ونقص العاملين الصحيين المؤهلين، وعدم توفر فرص الحصول على اللقاحات والأدوية والمنتجات الطبية عالية الجودة، وبشكل عام عدم كفاية أنظمتنا الصحية.
وقد كشفت جائحة (كوفيد-19) التي وضعت هذه الأنظمة على المحك جميع نقاط الضعف في قدرتها على الصمود، فضلاً عن عجزنا الجماعي عن وضع استجابة عالمية منسقة وفعالة للأوبئة.
وهذا الافتقار إلى التنسيق والتضامن وتجميع الموارد وتضافر الجهود في مواجهة جائحة (كوفيد-19) هو ما يدعم اليوم أهمية الجهود المبذولة لوضع ميثاق ملزم قانونًا لحماية جميع مواطني العالم من الجوائح من خلال تعزيز الوقاية والتأهب وتنسيق الاستجابات المطلوبة.
فخلال أزمة (كوفيد-19)، كان أحد التحديات الرئيسة خلال الأزمة هو توفير اللقاحات والانصاف في توزيعها على المرضى، لذلك أصبح من الملح وبشكل متزايد مساعدة البلدان النامية على تعزيز قدرتها على إنتاج اللقاحات والأدوية.
وفي هذا السياق، أود أن أشدد على أهمية المنتدى العالمي للسيادة والابتكار في مجال اللقاحات، الذي يشترك في رئاسته الاتحاد الأفريقي والحكومة الفرنسية، والمقرر عقده في 20 يونيو2024 في باريس.
وسيشهد هذا المنتدى إطلاق فرصة الاستثمار في التحالف العالمي للقاحات والتحصين للفترة 2026-2030، كما سيكون مناسبة لإطلاق وتسريع إنتاج اللقاحات في أفريقيا، وهو عبارة عن آلية مالية مبتكرة صممها التحالف العالمي للقاحات والتحصين، بالتعاون الوثيق مع المراكز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، لمساعدة مصنعي اللقاحات في أفريقيا على تنويع إنتاجهم وزيادته