نحن ركب من الأشراف منتظم أجل ذا العصر قدرا دون أدنانا
قد اتخذنا ظهور العيس مـــــدرسة بــــها نبين دين الله تبيــــــــــانا
إِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
لا أظنكم ايها الجھلاء مؤھلبن لنقد الطالب الذي أخذ من العلامة محمد محفوظ بن دهمد الإجازة في القرءان و درس عليه مختصر الشيخ خليل ورسالة ابن أبي زيد القيرواني وأسهل المسالك وغيرهم من المتون الفقهية ولم يمنعه ذالك من الارتحال بغية الاستزادة المعرفية فطفق يصول ويجول بين المحاظر بدءا بمقاطعة كرو ، مرورا بمحظرتي النباغية ومعط مولان و محظرة التيسير التي استقرّ به النوى فيها وألقى عصا التسيار هناك حتى أجازه شيخها العلامة محمد الحسن ولد أحمدّو الخديم الإجازة المطلقة في جميع مسموعاته ومروياته
ولا اظنكم ايھا الأغبياء مؤھلين لنقد من يشرح "ألفية البيان" و "احمرار إبن بون" و لديه عدة إجازات في القراءات العشر وفي الحديث
مھلا ايھا الجھلاء ، إنه زمن الرويبضة زمن كله مكر وخداع، وكراهية وبغضاء، وضغينة ووقيعة، ورياء وسمعة، وخسة ونذالة وحقارة، وتفاهة وخيانة وسفاهة، وحقد وحسد.
تلك بعض مفردات ودلالات زمن الرويبضة الذي تحولتم فيه من جھلاء إلي محررين ومحاورين ونقاد ايها الأغبياء .
يجب اولا ايھا الأغبياء علي من يحاول ان يتقمص رداء ناقد او يصل مكانة طعن في شھادة فقيه عالم بمعني الشھادة ان يقضي سنوات في المحاظر وان يدرس المتون ، و علوم اللغة العربية و الخصائص لابن جني. والمعلقات السبع .وأساس البلاغة للزمخشري.و القاموس المحيط للفيروزابادي. والمخصص لابن سيدة. والأغاني لأبي الفرج الإصفهاني وان يلم ولو قليلا بما في بطون كتب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع و الوسيط في تراجم أدباء شنقيط.و ديوان طرفة بن العبد.
و أمالي الزجاجي.و ديوان الشماخ بن ضرار.و كتاب ليس في كلام العرب لابن خالوية و تحفة المودود في المقصور والممدود، لابن مالك وغيرھا من امھات الكتب لكي يصل مرحلة النقد ايھا الجبناء .
حدثٌ صغيرٌ خبرٌ كاذِب، أو قولٌ مشكُوكٌ فيه، أو معلومةٌ مُجتزأَة وفيها باطل، كلُّ ذلك تجعلُونَه نبأَ الساعة، أو الحدث الرئيس، فتملأون به المجموعات ، وتزدحِمُ به المنصات، وتُعقَدُ له الحوارات، وتتزاحَمُ عليه الصور، وتُدبَّجُ فيه التعليقاتُ، وتتواصَلُ فيه المُتابعات والتغريدات. حتى تجعلُونَه إما أُعجوبةَ الدهر، وإما قاصِمةَ الظهر. من غير مِصداقيةٍ ولا تروٍّ ولا مُعالجةٍ صحيحة، ثم ينقشِعُ الغُبار، ويتبيَّنُ الحال، فلا ترَى أثرًا، ولا تسمعُ خبرًا. إرباكٌ للنفوس، وصرفٌ عن المُهمِّ، وإشغالٌ عن مصالِح الأمة. يصحَبُ ذلك كلَّه تخويفٌ وتهويلٌ وتضليلٌ.
و لا أظن أن هناك اخطر علي المجتمع من ھذه الشرذمة من الجھلة والفاشلين علما وثقافة وعملا ولم يبقي امامھم سوي عالم من سراب ( يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً ) يحاولون من خلاله تقمص دور المثقف و اصطناع مكانة وموقع لم تسعفھم ثقافتھم في اكتسابھما مستقلين عالم سشوميديا وقد فتحت لهم شوارع الإنترنت ذراعيها، واحتضنتهم وانتجت منھم جيلا من الغوغاء راكبين ثقافة الإساءة والتطاول و الشتائم فلم يسلم منھم عالم ولا فقيه ولا صالح ولا طالح لا مبدء لھم سوي جمع الدنار والدرھم ولا أخلاق تردعھم ولاعلم يرفعھم مما انتج عالما يدخله كل من ھب ودب بالإساءة والتطاول والشتائم عالم ينتقد فيه الجاھل العالم ويسب الوضيع الفقيه دون رادع نعم أيها الجھلاء .
فقد كثر الكذابون والدجالون والمنتفعون والمهرجون والمشعوذون والجاهلون والجاحدون والمنكرون لنعمة رب العالمين
و كثر الهرج والمرج، و الضجيج والعجيج، حيث استعلى الجاھل علي الفقيه وساد وعم الأودية والوهاد والإنجاد .
و كثر القيل والقال، وظهر الانحطاط في كل الاحوال.
وتقدم خطباء الفتن و كثر المدح والمديح للنذل والسافل والرخيص والقبيح مقابل دريھمات لاتسمن ولاتغني من جوع ولم يعد يحترم ويقدر الصادق الأمين الفقيه .
تغيرت الأحاسيس والمعايير والمقاييس،الفقيه الأكرم القوي لم يعد صاحب التقدير وتكريم ، إنما الجاهل و الجهل والتجهيل سفهاء حمقى يهرفون بما لا يعرفون(إن من اشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الاصاغر)الحديث « (ان الله لا يقبض العلم انتزاعا من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى اذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) الحديث..
انه زمن ظهور الأقزام أشباه الرجال، أصحاب التفاهة و الخسة و النذالة، يتحدثون و يتكلمون و يخطبون فلا عالم سلم ولا فقيه أمن هي الغمة.
يهان أشراف الأمة الفضلاء الفقهاء العقلاء وأهل البصائر، ويحتفى بالجاهل الكاذب لا لعلمه وإنما لغبائه وقلة فهمه.
لا ذمة ولا أخلاق ولاحياء، «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له» .
(...دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها وهم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا )الحديث.
في زمن تكلم الحمقاء أحمق باع آخرته بدنياه، وأحمق منه من باع أخرته بدنيا غيره.
إن أردت إن يشار إليك بالبنان فعليك بالكذب والرياء،والإساءة علي العلماء والفقهاء ولا تنس نصيبك من الغباوة والجهل، زمن المفارقات العجيبة، قوم باطنهم أسود حالك ولسانهم يتقطر شهدا، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ويلبسون جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل قلوبهم قلوب الذئاب، كلام معسول ولسان ممهور بلعاب مسموم وباطن حقود.
سنوات خداعات، آتية وواقعة لا محالة، سراب من بعيد، سماد وتراب من قريب، فقد أخبر بها الحبيب صلى الله عليه وسلم(سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة يارسول الله، قال السفيه، يتكلم في أمر العامة).
انعكست المفاهيم، وانقلبت الموازين والمعايير، وتغيرت القيم والعادات الاجتماعية إلى وقائع غير مرضي، فالكاذب أصبح زعيما، والصادق كذابا مفتريا، والخائن أمينا مؤتمنا
ماتت المروءة والأخلاق وانتشرت الرذيلة، وقلة الآداب وكثرت الإساءة .
يتكلم الجاهل فيسمع له، حتى غدا عند الجهلة عالما وللأمور فاهما وحازما ولامعا. ناقدا ومصلحا
وانتشرت ثقافة الإساءة والتطاول والشتائم
بقلم شيخنا سيد محمد