نظم المعهد العالي للرقمنة مساء اليوم الجمعة بالمركز الدولي للمؤتمرات في نواكشوط حفلا بمناسبة تخرج أول دفعة من تلاميذ المعهد.
وتضمنت فعاليات هذا الحفل، الذي افتتح بآيات من الذكر الحكيم، عزف النشيد الوطني، ومداخلات من طرف المؤطرين الأكاديميين والطلاب تناولت مهام المعهد والدور الذي يقوم به في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي وعصرنته، خاصة في مجالات الرقمنة بمختلف شعبها مما انعكس إيجابا على المردودية العلمية والاقتصادية للبلد من خلال استغناء الطلاب عن التسجيل في الخارج بتكاليف باهظة.
وتضمن الحفل عرضا مصورا تناول تاريخ المعهد ونشأته ومسيرته العلمية التي اثمرت تخريج هذه الدفعة بكفاءات لا تقل كفاءة عن مثيلاتها في العالم، إضافة إلى توزيع جوائز وشهادات تقديرية على الذين تميزوا بعطائهم في المعهد خلال سنواته الثلاث وأبلوا بلاءا حسنا في تحقيق اهدافه وتنفيذ رسالته العلمية والمهنية.
وثمن معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد انيانغ مامودو، في كلمة بالمناسبة، الدور الذي يقوم به المعهد العالي للرقمنة والجهود الجبارة المبذولة من طرف الأساتذة والمكونين والطاقم الأكاديمي والتربوي للمعهد من أجل تكوين اجيال شابة قادرة على مواكبة مستجدات العصر والعلوم الحديثة من خلال المعلومات التي يتلقونها في مختلف مجالات الرقمية بشتى أنواعها.
وقال إن إنشاء هذا المعهد جاء تنفيذا لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، القاضية بعصرنة التعليم العالي والرفع من مستواه والتحسين من نوعيته من خلال الرؤية الطموحة التي تهدف إلى إعداد شبابنا لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين الذي يتميز بسرعة المعلومات المتدفقة في كافة المجالات حيث أصبح العالم قرية واحدة بفضل التطور العلمي.
وأوضح أن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي حقق إنجازات كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية شملت تنفيذ استراتيجيتين إحداهما تتعلق بالتعليم العالي والأخرى تعنى بالبحث العلمي، وتوظيف المئات من الأساتذة الباحثين والتقنيين، وزيادة رواتب أعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى تشييد العديد من المنشآت التربوية والمخبرية.
وذكر في هذا الصدد بتفعيل دور السلطة الموريتانية لجودة التعليم العالي وتزودها بالوسائل اللازمة لإنجاز مهمتها، مشيرا إلى أن الوزارة أعطت من خلال الوكالة الوطنية للبحث العلمي والابتكار ديناميكية جديدة للبحث العلمي لاسيما من خلال إحداث العديد من برامج التنقل البحثي، وتشجيع الإنتاج العلمي والتميز في البحث العلمي وتنظيم المؤتمرات الوطنية للبحث العلمي والابتكار.
وأشار إلى أن المعهد العالي للرقمنة يحظى بأهمية كبيرة لدى الدولة نظرا لتوجهها نحو التكنولوجيا الرقمية باعتبارها رافعة للاقتصاد الوطني من خلال تدريب الخبراء على التقنيات الرقمية التي تساهم في إنشاء اقتصاد حديث وتنافسي.
وكان المدير العام للمعهد العالي للرقمنة، السيد الشيخ ولد الذيب، قد ألقى كلمة قبل ذلك استعرض فيها مزايا المعهد ومردوديته الاقتصادية والاجتماعية للبلد، مشيرا إلى أنه مؤسسة تعليم عالي تم استحداثها سنة 2021، تعمل تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وقال إن مهمة المعهد الرئيسية هي توفير تكوين عالي الجودة وبمعايير عالمية في مجال الرقمنة والتكنلوجيا التي تعتبر مجال ذو أهمية استراتيجية بالنسبة بلادنا، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني،يحرص شخصيا على أن يلعب هذا المعهد دوره كاملا في عصرنة الإدارة والابتكار وأن يكون رافعة فعالة للاقتصاد الوطني.
وأكد أن طموح القائمين على المعهد تنسجم مع التوجهات الاستراتيجية لبلادنا والمتناغمة مع السياسة الرقمية النشطة التي تنتهجها الحكومة وبتأطير ومتابعة مباشرة من معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتي تتلخص في التميز في المجال الرقمي، والتأثير الوطني والدولي، مع المساهمة الفاعلة في الاقتصاد الوطني من خلال التكوين عالي الجودة والاستشارات الرقمية والبنية التحتية المستخدمة في التدريب، والتكوين المستمر لأطر ووكلاء الدولة، بالإضافة لتقديم خدمات متنوعة للشركات والمؤسسات.
وأشار إلى أن المعهد العالي للرقمنة يسعى إلى أن يكون مؤسسة رائدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في مجال الرقمنة وذلك من خلال توسيع عروض التكوين مع التركيز على جودته والاهتمام الدائم بدمج الطلاب في سوق العمل في المستقبل بشكل مستديم وسلس وفعال، مشيرا إلى أن هذه الدفعة البالغة 47 طالبا تلقت تكوينا متميزا في تخصصات مهمة وضرورية لاقتصادنا الوطني انسجاما مع مواكبة التحول الرقمي المتسارع، كالشبكات والأنظمة والأمن وتطوير الويب والوسائط المتعددة وتطوير أنظمة المعلومات.
وقال إن الديناميكية والحيوية التي يتميز بها المعهد سواء في مجال التكوين والتأطير والمشاركة في المسابقات الدولية، أومن خلال بنيته الداخلية وتشجيع المقاولة والإبداع بين طلابه، أثمرت إنشاء وتطوير أعداد كبيرة من التطبيقات والمنصات والمشاريع المتميزة التي تلامس الأهداف التي تم من أجلها إنشاء المعهد.
جرى الحفل بحضور والي نواكشوط الغربية، ومسؤولين من قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، والسفير التونسي المعتمد في موريتانيا، وشخصيات علمية عديدة.