في وقت يصدر فيه رئيس دولة جار انتخب بنظافة وجدارة وبمباركة كل التشكيلات السياسية في الشقيقة السينغال تعميما يرفض فيه تعليق صوره في المكاتب العمومية ويرى أنه خادم للشعب وليس إله أو رمزا وبات شخصا عاديا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.
هاهي نخبتنا من مثقفين وأطر يتزاحمون بحالة مفزعة ومقززة إلى أبعد الحدود في دار الوزير الأول المعين.
نعالهم بالأكوام عند باب المنزل ومن أجل لمسه والسلام عليه ومقابلة وجهه كاد ولد أجاي يختنق ويقع على الأرض في مشهد لا يمكن أن يجري في أمم القرون الوسطى.
عادة قبيحة تنبع من ثقافة التملق والنفاق وعبادة القوة والنفوذ التي ترسخت منذ عدة عقود.فكيف يقبل رجل محترم أن تلتقط صوره وهو يجاهد بين المتزاحمين في ذلك الوضع المذل.
إنه المشهد الفظيع الذي يجعل هذه الوظيفة العمومية وكأنها كعكة أو غنيمة أو مكسب شخصي وأنها تشريف مجاني.
هي تكليف و مسؤولية وأمانة لا يجب أن تُقابل بالتهاني كما يحدث بمناسبات الزفاف والنجاح والعقيقة، فضلا عن هذه الحشود.
كان يَجْمُلُ على رئيس الجمهورية أن يحرم هذه العادة السيئة على من يعينهم وبذلك يقدم رسائل مبشرة لشعبه.
إنها فضيحة وسلوك يترجم عمق أزمتنا الأخلاقية وواقعنا المتخلف. وإنه لعمري لَتَرَد مفزع يزيد من قلقنا على مستقبل البلاد ومن خيبة أملنا في كل شيء.