من حق كل الموريتانيين أن تستوقفهم نقطتان فى حفل إعلان ترشح الفريق غزوانى..
الأولى لغته العربية الصقيلة والاصيلة والماتعة
الثانية اصطحابه لوالدته وجلوسه إلى جانبها فى مشهد حميمي مؤثر
تسألون لماذا تستوقفنا هاتان النقطتان تحديدا؟ الجواب جاهز: بالنسبة للاولى بنا حنين لرئيس موريتاني يعرب ولايعجم ولايرطن، فالرؤساء السابقون عودونا إما خطابا أجنبيا لسنا معنيين به، وإما عربية مكسرة لاتليق بنا.. وإما لهجة محلية قد لانتساوى فى نطقها اوفهمها.. لذلك شعرنا بالزهو ليس شرطا أن ندعم غزوانى ولكن ملزمون باحترامه وهويخاطبنا بلغة ديننا وكتابنا ونبينا ولغة دستورنا، ينطقها سليمة مفعمة بالفصاحة، ولعلها سابقة فى تاريخنا أن نسمع مترشحا عسكريا يتحدث لغة عربية سليمة قوية النطق والإيقاع.. بالنسبة للنقطة الثانية نحن فى مجتمع بدأ مع الأسف يفقد الكثير من قيمه لأسباب يضيق المقام عن حصرها ورؤساؤنا عادة يصطحبون زوجاتهم وبناتهم فى المناسبات العامة ولاداعي هنا للحديث عن مستوى الاحتشام لديهن وأكثر من ذلك بدأنا نسمع عن قتل الابن لأمه اوطردها اواغتصاب ممتلكاتها ولستم بحاجة لامثلة لذلك فرؤية شخص بحجم غزوانى يجلس فى حفل بهيج إلى جانب والدته رمزة معنوية بالغة الدلالة والتأثير فمن يدرى قد يكون بروره بامه مدعاة لبروره بوطنه وشعبه طبعا لابد من القول إن احترام اللغة العربية وبرور الوالدة مسالتان شخصيتان تنفعان غزوانى ولكن مايربده الناس الآن هو الأمن والغذاء والدواء والتعليم والتعايش والرخاء والعدل والمساواة قبل كل شيئ ومع ذلك فهاتان نقطتان ينبغى التوقف عندهما لانهما تحملان الكثير من الدلائل والرسائل الشخصية والعامة ومن الأكيد أن بعضا من تلك الدلائل فهم والكثير من تلك الرسائل.