الله الرحمن الرحيم وصلى الله علي نبيه العظيم
تشهد بلادنا صنوفا من الإجرام وأشكالا غير مسبوقة من التفسخ والانحلال الأخلاقي تزداد وتيرتها تصاعدا بشكل مثير للخوف والقلق.
وقد جاءت جريمة الاغتصاب المروعة التي استفاق سكان العاصمة على وقعها يوم الخميس 28 نوفمبر كجرس إنذار جديد كفيل بأن ينبه مسؤولي البلد السياسيين والأمنيين على خطورة المنحى الذي أخذه مسار الانهيار الشامل على كل الصعد في ظل فشل السياسات المتبعة لمعالجة مشاكل البلد ومواجهة التحديات الجمة التي تحول دون بنائه وتطويره وتعيق مختلف محاولات انتشاله من القاع الرهيب الذي يتردى فيه!!
إننا إذ ندين بأشد العبارات هذه الجريمة البشعة، لنطالب بالضرب بيد من حديد على المتورطين فيها، وبالوقوف بجد ومسؤولية إلى جانب الضحية وأهلها ومؤازرتهم ماديا ومعنويا حتى يتمكنوا من تجاوز الآثار المزلزلة لهذه الجريمة المنكرة؛ وندعو الحكومة إلى المسارعة باتخاذ الإجراءات ورسم وتنفيذ السياسات الكفيلة بمعالجة هذه الأوضاع والقضاء على الأسباب الحقيقية لهذه الظواهر المفزعة والغريبة علي مجتمعنا المسلم المسالم، والتي أصبحت تتربص بنا وبمستقبل واستقرار بلدنا كله.
وفي هذا الإطار فإننا ندعوا إلى:
1) معالجة أسباب فشل نظام التربية والتعليم، والدخول في حوار جدي مع المعنيين بهذا المجال من أجل رسم وتنفيذ إصلاحات جادة، عميقة، وجذرية، وذلك بعيدا عن كل أشكال الاستغلال السياسي الدعائي التي طبعت “الإصلاحات” الارتجالية السابقة والتي نحصد الآن نتائجها: انحلالا خلقيا، وإجراما منتشرا، وإدارة مهيضة، وعدالة معطلة، وفسادا لا يسلم منه أي قطاع.
2) إصلاح منظومتنا الأمنية، وتزويد رجالها بالوسائل والإمكانات اللازمة لضمان حسن أداء المهام الجسيمة المنوطة بهم للحفاظ على أمن البلد وأهله وبث روح الطمأنينة والثقة في نفوس جميع المواطنين من خلال الشعور بأنهم كلهم مؤمنون وآمنون في أنفسهم، وأموالهم، وبيوتهم، وفي شوارع وأحياء مدنهم.
3) إصلاح منظومتنا الإدارية والقضائية إصلاحا حقيقيا وجديا يشعر معه كل مواطن أنه في بلده الذي يحميه ويوفر له حقوقه دون تمييز على أساس لونه أو جنسه أو مكانته الاجتماعية.
4) محاربة المخدرات ومختلف توابعها باعتبارها من اهم اسباب انتشار الجريمة الفردية والجماعية والانحلال الاخلاقي.
ونجدد دعوة كل القوى والنخب والفعاليات السياسية والمدنينة لرص الصفوف وتوحيد الجهود والكلمة من أجل حماية البلد وانتشاله من هذا الواقع المتردي المتجه نحو هاوية خطيرة لم يعد العمل الفردي قادرا علي التصدي لها.
{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم}
صدق الله العظيم
أنواكشوط، 2 دجمبر 2024
الوحدويون الناصريون