بعد السنة وقرابة أربعة أشهر فقدت غزة قرابة خمسين ألف شهيد،و رغم التباعد فى التسلح و العدد استطاعت غزة تكبيد العدو الكثير من الخسائر،رغم ما حل بغزة من إبادة وحشية و دمار خيالي.
و بعد فترة غير قصيرة من التفاوض يبدو أن الطرفين على مشارف اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت مع تبادل جزئي للرهائن من طرف حماس و تسريح مساجين من طرف الكيان الصهيوني.
و من كان يتابع التقتيل اليومي فى غزة قطعا يتمنى من صميم قلبه وقف إطلاق النار.
عدم الاستسلام للعدو و الثبات على المبدأ و تكبيد العدو خسائر كبيرة، كل ذلك يمثل جزءً من هذا النصر، الذى سطره المجاهدون، و ما كانوا ليحققوا ذلك النصر لولا دعم ساكنة غزة بمختلف مكوناتها.
لقد كان المشهد الغزاوي من الإبادة و التدمير جد مؤلم،و سيكون يوم وقف إطلاق النار يوم عيد و نصر عظيم،بإذن الله.
لقد كشفت غزة الكثيرين على حقيقتهم،و رغم صعوبة الموقف ظلت موريتانيا،شعبيا و رسميا،فى صف المناصرة للمعاناة الغزاوية اتراجيدية التاريخية،و ستبقى شوكة حماس الإسلامية عقبة فى وجه التمدد الصهيوني الخبيث العدواني،و للتذكير أيضا يقيم ممثل لحماس فى بلادنا و ينسق مع الجميع،دون تضييق مطلقا.
لقد مثلت أحداث الإبادة الوحشية مع الحصار ضربا لدعاوى العصرنة و حقوق الانسان،و كان العرب المسلمين فى غزة ليسوا بشرا و دمائهم لا قيمة لها و آلامهم لا تهم البشرية كلها.
الأشهر الأخيرة شهدت اغتيال حسن نصر الله و إسماعيل هنية و مقتل يحيى السنوار ،رحمهم الله،و لقد مثل غياب هذا الثلاثي فراغا نفسيا كبيرا فى حياة أنصار المقاومة،و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
منذ أشهر باتت أغلب متابعاتي لأحداث غزة،خصوصا عبر قناة الجزيرة المتميزة،و يبدو أن قطر ساعدت كثيرا القضية الفلسطينية فى هذا الظرف الدقيق الصعب بامتياز.
و رغم تقصيرنا ينبغى أن لا ننسى جميعا غزة من دعاءنا.
و لقد اتضح مدى وحشية الكيان الصهيوني و استهزاءه بكل المواثيق،خصوصا بعد تهديدهم الضفة الغربية بأنها ستسترد و بعدما فعلوا بغزة،و لا رهان ناجحا لدى العرب و المسلمين سوى دعم المقاومة و التشبث بعروة الحق الفلسطيني الأبلج الناصع.
تقبل الله الشهداء و شفى الجرحى و واسى المكلومين و أعان الله غزة على التعافى و الحرية التامة و النصر الكامل الباهر،بإذن الله و عونه و فضله.