بحضور متميز انطلاقة مؤتمر السلم الخامس اليوم في قصر المرابطيين

ثلاثاء, 01/21/2025 - 18:10

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025، بقصر المؤتمرات "المرابطون" في العاصمة الموريتانية نواكشوط، فعاليات الملتقى الدولي الخامس، للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، المنظم بالشراكة بين الحكومة الموريتانية، ومنتدى أبوظبي للسلم.

وتحت الرعاية السامية لصاحب الفخامة؛ رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني، وبرئاسة معالي الشيخ عبدو الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه؛ رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، بدأت فعاليات الملتقى الدولي، المنعقد هذا العام تحت شعار: (القارة الإفريقية.. واجب الحوار وراهنية المصالحات)، وذلك بحضور المئات من الوزراء والمسؤولين والدبلوماسيين، والمفتين والشيوخ والعلماء والأكاديميين والباحثين، وممثلي الهيئات الإقليمية والدولية، والمجتمع المدني، من مختلف ربوع وأصقاع القارة الإفريقية والعالم.
وفي مستهلّ الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ألقى معالي الشيخ عبدو الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، رئيس المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم بنواكشوط، كلمة ضافية شكر فيها صاحب الفخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني، وحكومته، على الرعاية الكريمة للمؤتمر، وما يبذله من الدّعم والمساندة والتأييد لجهود السلام في العالم، وفي إفريقيا؛ خاصة من خلال رئاسته للاتحاد الإفريقي. 
ونوه معالي الشيخ عبدو الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، بحاجة القارة الإفريقية إلى الحوار، موضحا أن المؤتمر هذا العام يأتي امتداداً لجهود السلام في القارة، ومحطة جديدة على دروبه، التي سلكها المؤتمر منذ انطلاقته؛ في بحثه الدائم عن أسباب الأمن والوئام، والعافية والسكينة، متحرياً في ذلك أفضل المقاربات، مذكرا بأن اختيار موضوع هذا المؤتمر "القارة الإفريقية: واجب الحوار وراهنية المصالحات" يندرج ضمن البحث الدائب عن معززات السلام وسبل الوئام.
وشدد رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، رئيس المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم بنواكشوط، على أن "الحديث عن الحوار ليس تَرَفا ولا فضولاً، وإنما هو من صميم واجب الوقت، المتعين على الجميع النهوض به، على مختلف المستويات، وضمن دوائر التأثير المتعددة، فالحوار هو الوسيلة الوحيدة لتجنب الحروب وإيقاف العنف".
وأضاف معالي الشيخ عبدو الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، في هذا السياق، أنه بالسلم تحقن الدماء المعصومة وتحفظ الحرمات المصونة، وبالسلم تحقق المصالح وتعمر الأرض، والسلم يتسع لكل المطالب، فمن كان مطلبه التنمية فالسلم طريقها وبساطها، ومن طلب الحكامة الرشيدة فبالسلم تنال وعليه تشاد دعائمها، ومن كان يطلب الدين والشريعة فالسلم هو مفتاحها، فبالسلم تقام في المساجد الصلوات، ويرفع في المآذن النداء والدعوات، وتصان الكليات الخمس التي بها قوام الديانات".
وفي ختام كلمته أوضح معالي الشيخ أنه رغم اللحظات العصيبة التي يعيشه العالم، ورغم الأسى والأسف والتأثر على ما يجري في هذا العالم وعلى سفينة البشرية المهددة بالجنوح، فلا ينبغي "اليأس من روح الله، ولا من الخير الكامن في قلوب البشر، فمهما ادلهمَّت الظَّلمُات يُنتظر الفجر، ومهما اشْتَدَّت الأزَماتُ يُنتظر الفَرَجُ بفضل الله ورحمته".
وعبر معاليه عن أمله في أن تثري النقاشات خلال أيام المؤتمر، المواضيع المطروقة، ويخرج المؤتمرون بتوصيات علمية وعملية تسهم في تحقيق المراد، بما يحفظ الأوطان، وينشر الأمن والأمان، ويصلح الأعمال، ويحقق الآمال.
وألقى صاحب الفخامة، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني، كلمة هامة تقدم في بدايتها بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ العلامة عبدو الله بن بيه، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، على جهوده الكبيرة، في التأصيل لثقافة السلام والعمل على نشر روح الوئام وقيم الاعتدال والتآخي؛ التي هي جوهر ديننا الحنيف.
وقال صاحب الفخامة "إن ترسيخ روح الحوار، والحرص على المصالحات أصبح من آكد وألح أولويات قارتنا الإفريقية، نظرا لما تشهده من حروب ونزاعات واضطرابات اجتماعية، وتنامٍ مخيف لظواهر التطرف والعنف والإرهاب".
وأضاف أن "من أنجع السبل لمواجهة التدهور المتعاظم للأمن والاستقرار في مجتمعاتنا الإفريقية، العمل على جعل الحوار مرتكزا أساسا في منظومات حكامتها السياسية والاجتماعية".
وارتباطا بشعار المؤتمر لهذا العام أكد صاحب الفخامة على أن "الحوار يكتسي أهميته البالغة من ترسيخه لقيم التسامح والاعتدال، وتحريره من أوهام الخوف المتبادل، وتأسيسه لبناء ثقة متينة، تكون دعامة واسعة لتعايش سلمي مستدام، ولذا حولنا في موريتانيا الحوار إلى جزء أصيل من نمط حكامتنا السياسية والاجتماعية".
وأردف رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية قائلا: "إن الحوار من أقوى دعائم قيام مجتمع متصالح مع نفسه منسجم ومستقر، وهو بهذا المعنى يستوجب التزاما جماعيا وعملا دؤوبا للوقوف بحزم في وجه العاملين على نشر الكراهية وتخويف مكونات المجتمع بعضها ببعض.
كما يتطلب العمل المكثف على تقليص الهوة بين مختلف مكونات المجتمع، والتصحيح التدريجي لميزان العدالة الاجتماعية بمكافحة الفقر والإقصاء، وبترسيخ دولة القانون والمساواة في الكرامة والحقوق، وهو ما عملنا ونستمر في العمل عليه منذ بداية مأموريتنا الأولى".
وتابع في هذا السياق : "لقد عبأنا في سبيل تحقيق هذا التحول المجتمعي الضروري علماءنا وأئمتنا ومثقفينا وقادة الرأي منا، فلا أقوى ولا أنجع من جهود هؤلاء في هذا السبيل، من ترسيخ ثقافة وقيم التسامح والاعتدال ولذا فنحن نعول كثيرا على إسهامات مؤتمركم هذا في نشر هذه القيم تعزيزا لثقافة الحوار والمصالحة والسلام".   
ثم توالى على المنصة كل من معالي السيد جانو أهوسو كواديو، وزير الدولة المستشار الخاص لفخامة رئيس جمهورية ساحل العاج، وسعادة السفير يوسف بن محمد الضبيعي، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بمنظمة التعاون الإسلامي، ومعالي أحمد عمر وزير إدارة الأراضي أمين الدولة بجمهورية تشاد.
وأجمع المتحدثون على تثمين ما يقوم به المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم من جهود؛ مشيدين بالعنوان الذي تميزت به النسخة الخامسة هذا العالم، وتأكيدها على أهمية الحوار وتعزيز المصالحات في القارة، ودورها في مواجهة ومكافحة العنف والتطرف والإرهاب.
  
وخلال الجلسة الافتتاحية كرم الملتقى فخامة السيد الحسن واتارا، رئيس جمهورية ساحل العاج، الفائز بـ"جائزة إفريقيا لتعزيز السلم2025"؛ تثمينا لجهوده في تعزيز ثقافة الحوار و المصالحة في إفريقيا، وقد سلم صاحب الفخامة، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني، الجائزة الدولية الهامة، لمعالي جانو أهوسو كواديو، وزير الدولة المستشار الخاص لرئيس ساحل العاج.

وسيشهد الملتقى على مدى أيامه الثلاثة 21- 22- 23 جلسات علمية وندوات فكرية؛ يطرق فيها العلماء والباحثون المشاركون مختلف المواضيع والانشغالات؛ الساعية إلى جمع أسباب الوئام والأمن، بحثا عن أفضل المقاربات لتحقيق السلم والسكينة للقارة والعالم. 
كما ستقام خلال أيام المؤتمر قمة للمرأة الشباب، التي تُعقد هذا العام تحت عنوان: "التحصين والتمكين"، بمشاركة وزراء ومسؤولين وقادة شباب من القارة الإفريقية والعالم.