ما إن تصبح داخل مدينة بومديد،حتى تقف حائرا فاغرا فاك أمام مناظر تعجز كاميراتك عن توثيق ملامحها….عن كتابة صور ولو بالمقلوب عن تلك المشاهد التي تمزج التاريخ العريق بالجغرافيا المؤثثة بالمتعة والمؤانسة …ففي كل شبر من المدينة تستنشق عبق التاريخ تبهرك المناظر الجميلة للمعالم الأثرية والشوارع التي ما تزال صاخبة تتلى علي جنباتها آي الذكر الحكيم وعنعنة الحديث ونوازل الفقه …إنها أرض العلم والكرم والنشاط والأمل رغم بعد المنطقة وافتقارها الي الكثير من متطلبات الحياة المعاصرة… هي كذالك مواقع المدارس الروحية الصوفية التى لعبت دورا تاريخيا في مقارعة التطرف والغلو،
المدينة كغيرها من مناطق الوطن الأخرى خلعت ثوبها القديم وتزينت لتكون شابة في وجه مستقبلي ضيفها وابنها مرشح الإجماع الوطني الرئيس محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الشيخ الغزواني
حيث استقبلتهم بالكرم المعهود التليد،
ذبائح ونحائر وموائد من كل ماطاب ولذ، سادة القوم الكبير منهم والصغير..يرقب الكلُّ منهم بتلهّف وحماسة كلَّ بنت شفة ينبس بها أحد الضيوف من أجل قضائها له ,فكأنما هم في كرمهمْ وأريحيتهمْ يعنيهم الشاعر بقوله:
لحافي لحافُ الضيف والبيت بيته * ولمْ يُلهني عنه الغزالٌ المْقَنَّعُ**
أحدِّثه إن الحديث من القِرى * وتكلؤُ عيني عينه حين يَهجعُ**
فلله درهمْ من قوم كرام من الطراز الأول فلا زالوا في عزة وشموخ وإيباء, وداموا في صحة وعافية وتميّز وتألق وعطاء...,
أولئك آبائي فجئني بمثلهمْ***إذا جمعتنا يا جرير المجامعُ،،،
مقاطعة بومديد مهد الشهامة والصدق والعهود والإيباء..ومنبع العلم والحلم والزهد والتعبد والتفرّد والتجرّد والوفاء.. وحاضرة الشموخ والرسوخ والتميز والتّألق والعطاء...,
ولستُ بمدّاح لقوم وإنْ علواْ***ولكنَّ مجد الأرض للأرض يذكرُ.
محمد الأمين ولد بلاهي