الأنطلاقة الرسمية من طرف وزير الصحة للقاح السداسي للحماية من الأمراض الشائعة لدى. لأطفال خطاب ووير (فيديو)

اثنين, 06/30/2025 - 15:52

أطلق وزير الصحة، السيد عبد الله سيدي محمد وديه، اليوم بمركز الأمومة النموذجي، في نواكشوط، على الانطلاقة الرسمية لإدراج اللقاح السداسي ضمن جدول التلقيحات المعتمدة على المستوى الوطني.

وسيمكن هذا التلقيح من القضاء على ستة أمراض خطيرة، كالدفتيريا، والكزاز، والسعال الديكي، والتهاب الكبد “ب”، والإنفلونزا من النوع “ب”، وشلل الأطفال.

وفي كلمة له بالمناسبة عبر معالي وزير الصحة عن سعادته بالإشراف على هذا الحدث الوطني الهام، معتبرا أنه يشكل منعطفا في مسيرة تحديث النظام الصحي، ويترجم -بشكل عملي- العناية الخاصة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لقطاع الصحة، وهو ما جسده برنامجه الانتخابي “طموحي للوطن”، والذي نص على “تطوير آليات الوقاية بشكل أفضل”، مؤكدا بذلك مركزية التحصين في تحقيق الصحة للجميع، لافتا إلى أن تلك التوجيهات جاءت في صلب إعلان السياسة العامة للحكومة، التي قدمها لوزير الأول السيد المختار ولد اجاي، حيث أكد التزام الحكومة بـ”إطلاق برنامج واسع لدعم الصحة القاعدية والوقائية، وتقليص الفوارق الصحية بين المناطق الحضرية والريفية”.

وقال إنه تجسيدا لتلك التوجيهات، يأتي إدخال اللقاح السداسي بدلا من اللقاح الخماسي، وإضافة جرعة تعزيزية في الشهر الخامس عشر من عمر الطفل، وذلك اعتبارا من فاتح يوليو 2025، على امتداد التراب الوطني.

وبين أن إدخال هذا اللقاح المركب يشكل نقلة نوعية في سجل التلقيح الوطني، ويجعل موريتانيا، أول بلد من بين 93 بلدا مدعوما من التحالف العالمي للقاحات (GAVI)، يُدخل هذا اللقاح المتعدد المكونات، والمُستخدم في الدول ذات الدخل المرتفع، كما يحمي من ستة أمراض خطيرة، وهو ما سيمكن الأطفال من الحماية المبكرة، ويقلل عدد الحقن من ستة حقن إلى ثلاثة فقط، مما يسهل استكمال ومتابعة تلقيح الأطفال، ويخفف الضغط على الطواقم الصحية، وعلى سلاسل الإمداد والتخزين، موضحا أن إضافة جرعة تعزيزية في الشهر الخامس عشر يعتبر خطوة نوعية في برنامج التلقيح الوطني حيث ينسجم مع البرنامج المعتمد في الدول المتقدمة، ويعزز مناعة الأطفال ضد هذه الأمراض.

وأوضح أن هذه الخطوة تندرج ضمن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتحصين (2024–2028)، التي صادق عليها مجلس الوزراء وموَّلتها الدولة بمبالغ كبيرة لتوفير اللقاحات مجانا للمواطنين، مشيرا إلى أنها تتناغم مع أجندة التحصين العالمية 2030، التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، الرامية إلى ضمان عدالة الوصول إلى اللقاحات، لا سيما في المناطق الهشة.

واعتبر أن التلقيح لم يكن في يوم من الأيام مجرد عمل روتيني، بل ظل على الدوام حجر الزاوية في منظومة الوقاية، وركيزة من ركائز الإنصاف الصحي، ودرعا واقيا من الإعاقة والوفاة المبكرة، مبرزا أنه بفضل التلقيح، تم القضاء على عدة أمراض منها الجدري، لافتا إلى أن العالم اقترب من استئصال شلل الأطفال بنسبة 99%، كما قلتْ الإصابات بمرض الحصباء بشكل كبير، وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن اللقاحات تنقذ ما بين 3.5 إلى 5 ملايين شخص سنويا من أمراض مميتة، أما على المستوى الاقتصادي، فأوضح أن اللقاحات تخفف الأعباء الصحية والمالية عن الأسر والدول، كما تحسن الإنتاجية، وتسهم في رفاه اجتماعي طويل الأمد، وهو ما يجعل كل استثمار في التلقيح استثمارا مستقبليا أفضل للوطن.

وأشار إلى أن هذا الإنجاز تم بفضل جهود فنية متواصلة، قادتها الحكومة وواكبها الشركاء الفنيون والماليون، في مقدمتهم منظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسف، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI)، شاكرا كل من ساهم في إنجاح هذا العمل.

وبدوره أوضح عمدة بلدية لكصر السيد محمد السالك ولد عمار، أن هذا الحدث يشكل نقطة تحول في مجال حماية وصحة الأطفال، مبرزا أن القرار يعكس حرص السلطات العليا في البلد على صحة المواطنين.

ونوه بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الصحة لتطوير منظومة الصحة الوطنية، والتي من ضمنها البرنامج الوطني الموسع للتلقيح، مؤكدا أن بلدية لكصر ستظل تدعم كل التوجيهات الحكومية الرامية إلى تطوير النظام الصحي الوطني.

من جهتها قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية، السيدة شارلوت افاتي انجاي، إن هذا اللقاح الجديد يمثل إنجازا هاما في المجال الصحي، مثمنة الجهود التي تبذلها وزارة الصحة للرفع من أداء وجاهزية المنظومة الصحية.

وخلال الحفل قدم منسق البرنامج الوطني الموسع للتلقيح، السيد محمدو محمد سالم، عرضا عن اللقاح السداسي وما يوفره من حماية للأطفال، مبرزا أن اللقاح يعالج ستة أمراض خطيرة، داعيا إلى مواكبة الجهود المبذولة لتحقيق أكبر استفادة منه.

وفي ختام التظاهرة قام معالي الوزير بتلقيح أول طفل يستفيد من هذا اللقاح إيذانا بإدخال اللقاح للمنظومة الصحية بشكل رسمي ومعتمد.

وحضر الحفل بعض شخصيات ووالي نواكشوط الغربية، وبعض المهتمين بقطاع صحة وبعض الصحافة ومنظمات المجتمع المدني وممثلة رئيسة جهة نواكشوط، وعدد من النواب، وممثل منظمة اليونسيف، والمهتمين بالمجال.

.