أعلنت قوى الحرية والتغيير في السودان، تعليق المجلس العسكري الانتقالي يوم الأربعاء، الجلسة النهائية للحوار، بعدما طالب بفتح المتظاهرون الطرق المغلقة في أجزاء من الخرطوم، بالتزامن مع سقوط جرحى من المحتجين برصاص قوات عسكرية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير رشيد السيد، قوله أن "المجلس العسكري علّق المفاوضات، لقد طلبوا أن نزيل الحواجز من الطرق في مناطق من العاصمة".
وقال القيادي بتحالف قوى الحرية والتغيير عمر الدقير، إن الاجتماع الذي كان مقرراً له مساء الأربعاء مع المجلس العسكري لبحث الفترة الانتقالية وتسليم السلطة وتفاصيل نسب التمثيل في مستويات الحكم الانتقالي بين المجلس والتحالف قد تم تأجيله إلى أجل يحدد لاحقاً.
وجاء هذا التعليق للحوار، بعد إصابة 14 من المتظاهرين، إثر إطلاق النار عليهم من قبل قوات الدعم السريع في شارع النيل قرب ميدان الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني في العاصمة الخرطوم.
وقال مصدر من ساحة الاعتصام قال لـ"الخليج أونلاين"، أن قوات "الدعم السريع" أطقلت النار على الثوار، وهو ما أكده لاحقاً تجمع المهنيين السودانيين في بيان له عبر حسابه في موقع "تويتر".
ونفذت تلك القوات، حملة لإزالة الحواجز من الطرق الرئيسة. وتحدث شهود عيان وفقاً لـ"وكالة الأنباء الألمانية" عن سماع دوي إطلاق نار بكثافة بشارع البلديم بمحيط الاعتصام وسط الخرطوم، عندما حاولت قوة من الجيش وقوات الدعم السريع فتح الشارع وتجمهر المحتجين لحمايته.
وانتشرت بشوارع "المك نمر والمطار" قوة مسلحة من الجيش السوداني، وبدأت في إزالة الحواجز.
وقال تجمع المهنيين: إن "قوات تتبع للدعم السريع استخدمت الرصاص الحي والهراوات والسياط للاعتداء على الثوار، ما أدى لوقوع 14 إصابة في صفوف المواطنين، وهو ما نرفضه تماماً".
نرفض تماماً أي محاولة لقمع شعبنا في ممارسة حقه المشروع في التعبير السلمي، ونحمل المسؤولية لأي جهة تساهم في القمع. إستخدمت قوات تتبع للدعم السريع الرصاص الحي و الهراوات والسياط للاعتداء على الثوار ، مما أدى لوقوع ٩ إصابات وسط المواطنين،#السودان_التصعيد_الثوري
— تجمع المهنيين السودانيين (@AssociationSd) ١٥ مايو ٢٠١٩
وحمّل تجمع المهنيين المجلس العسكري المسؤولية الكاملة عن "هذه الاعتداءات السافرة، وفشله في لجم ووقف القوات التابعة له، والتي تشكل امتداداً لممارسات أجهزة أمن النظام الساقط ومليشياته".
ورفض التجمع محاولات قمع الشعب وحقه المشروع في التعبير السلمي، داعياً الثوار الالتزام بمنطقة الاعتصام المحددة منذ 6 أبريل 2019، وعدم الاستجابة للاستفزازات المقصودة الهادفة إلى الذهاب لدائرة العنف.
وكانت "قوى إعلان الحرية والتغيير" قد قالت في مؤتمر صحفي، عقدته أمس بالعاصمة، إن قوات ترتدي زي قوات الدعم السريع أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين في ساحة الاعتصام، الاثنين (13 مايو)، ما أسفر عن مقتل أربعة من المحتجين وإصابة نحو 200 بينهم 77 حالاتهم خطيرة.
وبرز اسم قوات الدعم السريع في الأيام القليلة التي سبقت انقلاب الفريق أول عوض بن عوف، على الرئيس عمر البشير، وإنهاء حكمه الذي استمر 30 عاماً.
وتشكلت قوات التدخل السريع عام 2013؛ من رجال قبليين بقيادة محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، وتبعت في البداية جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
وفي 11 أبريل الماضي، عزل الجيش عمر البشير من الرئاسة، بعد 3 عقود من حكمه البلاد، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي.
وشكَّل الجيش مجلساً عسكرياً انتقالياً، وحدد مدة حكمه بعامين، وسط خلافات على إدارة المرحلة المقبلة، مع المعارضة التي تطالب بتسليم السُّلطة إلى حكومة مدنية.