بمناسبة الذّكرى السّنوية السابعة لليوم الوطني للأخطبوط، الذي أصبح صيدُهُ في مثل هذا اليوم (26 يوليو) من سنة 2012 خالصًا للموريتانيين، محرّما على غيرهم، أشكر كمهتم بهذا الكائن البحري ومقدّر لأبعاد هذا القرار، رئيس الجمهورية السّيد محمد عبد العزيز على اتخاذ هذا القرار التاريخي.
وليُدرِكَ غير المتخصّص والمهتم أهمية هذا القرار، أذَكِّر بأن الأخطبوط هو أكبر مشغل في موريتانيا، وقد بلغت عائداته المادية في سنة 2017 -على سبيل المثال- أكثر من 116 مليار أوقية قديمة؛أي ما يُساوي تقريبا خمس ميزانية الدولة في نفس السنة!
وقد ذكرَ اليوم السّيد سيد أحمد عبيد رئيس الاتحادية الوطنية للصيد FNP في كلمته بالمناسبة، أن هذا القرار يمكن تشبيهه بقرار تأميم الدولة الموريتانية لشركة ميفرما في سبعينيات القرن الماضي.
بوصفي مهتما بالمجال، لا أرى في هذا التشبيه مبالغة وأؤكد فعلا أهمية هذا القرار، والذي تشير آخر الدراسات العلمية إلى تأثيراته الإيجابية على المخزون الذي بدأ يتعافى بعد عشرات السنوات من فرط الاستغلال.
هذا التحسن بلاشك في جزء منه، هو ثمرة من ثمرات هذا القرار التّاريخي، وهو قرار ساهم فيه آخرون، في مقدمتهم الشيخ ولد باية رئيس الرقابة البحرية آنذاك، وكذلك الصّيادون والهيئات العلمية والمهنية، ولكنه بطبيعة الحال كان قرارا يحتاج شجاعة وجرأة في وجه الأسطول الأوربي القوي.
وهو ما يستوجب فعلا تثمينه وتقدير من ساهم فيه، وعلى رأس أولئك الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، شكرا السيد الرئيس على هذا القرار التاريخي، صحيح أنه شكر تأخر عن وقته، فأنتم تغادورن السلطة بعد أسبوع، لكن -في رأيي- هذه هي اللحظة المناسبة لتقديم هذا الشكر وتسجيل هذه الشهادة.