تعيش مناطق واسعة من موريتانيا على وقع نذر جفاف حاد، بفعل تأخر الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، وتراجع القدرة الشرائية للمنمين، وسط غياب تام للدولة الموريتانية عن أبرز معاقل الفقر، والمناطق المعتمدة على الثروة الحيوانية، والتى تمر بأصعب لحظة فى تاريخها منذ جفاف 2003.
وأدت ندرة المياه إلى نزوح الماشية من كافة المناطق الواقعة شمال طريق الأمل، وتعقدت الأمور عن نقاط المياه الواقعة جنوبه، بفعل ضغط الماشية وملاكها، ومحدودية النقاط الموجودة فى مناطق الكلأ.
وتقول التقارير الوارد من منطقة أوكار إن السكان يمرون بظروف معيشية قاسية، بفعل آثار الجفاف المدمرة للثروة الحيوانية، وارتفاع تكلفة جلب المواد الغذائية، ومحدودية السيولة بالمنطقة خلال الفترة الراهنة.
ويعتمد السكان على مايجلبونه من الأسواق الشعبية الأسبوعية بالمنطقة، بيد أن صغار التجار باتوا عاجزين عن تلبية مطالب المنمين، بفعل تراكم الديون، والقلق من أن تكون الأجواء الحالية مقدمة لجفاف قد يضرب معاقل الثروة الحيوانية، ويكبد التجار خسائر باهظة، بفعل عجز المنمين عن سداد الديون المتراكمة.
ويقول الأمين العام لجمعة أوكار للتنمية والعمل الإجتماعى عبدى ولد شينا إن السكان يمرون بظروف بالغة السوء، وإن الدولة مطالبة بالتدخل من أجل توزيع بعض المواد الغذائية بشكل عاجل، وتفادى ظهور حالات حادة من سوء التغذية بالمنطقة بين الأطفال والنساء، فى وقت يكابد فيه الآلاف من أجل إنقاد مايمتلكون.
وتقول التقارير الواردة من لعصابه ولبراكنه وأترارزه إن الصيف ألقى بظلاله الثقيلة على المنطقة، وإن تباشير الخريف التى تم تداولها قبل أسبوعين، تحولت إلى سراب، فى زل توقف شبه تام للأمطار عن مناطق واسعة من المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، مع ارتفاع حاد فى درجات الحرارة.
وفى العاصمة نواكشوط أقيمت صلاة الاستسقاء فى منطقة تنسويلم، وسط مشاركة محدودة.
وتصدر الإمام عبد الله ولد أمينو صفوف المصلين، داعيا الله عزل وجل أن ينقذ الشعب من الواقع المر الذى يعيشه بفعل تأخر نزول الأمطار وارتفاع كلفة الصيف بشكل كبير.
ويتزامن الجفاف مع تشكيل حكومة من التيكنوقراط بعد أسبوعين من تنصيب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى.
وتسلمت الحكومة مهامها بشكل رسمى قبل العيد بيومين، ولا تزال فى انتظار تفقد القطاعات الوزارية والإطلاع على أوضاع المكاتب التابعة لها، والتكيف مع أجواء الوزارة، بعد فترة من التربص فى الشارع أو التنقل بين بعض العواصم الغربية والإفريقية من أجل تأمين لقمة العيش.