تدوينات ريم ـ تقارير ـ انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة الزواج من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بعدما حققت مواقع الزواج رواجا عبر الإنترنت وقبولا متزايدا بين الكثير من الشباب والفتيات الباحثين عن شريك العمر، لكن في الوقت نفسه يرى آخرون أن زواج الإنترنت يعطي فرصة لاحتيال أي طرف على الآخر.
نجاح تجربة الزواج من خلال تعارف الأشخاص عبر الإنترنت بات السؤال الأبرز. مجموعة من مراكز البحوث الاجتماعية قامت بإجراء الدراسات التي ترصد مدى نجاح مثل هذا النوع من العلاقات ودرجة انتشارها في المجتمعات المختلفة، فوجدوا أن 11% من الأمريكيين مثلا، استخدموا مواقع الزواج، وأن 38 % من غير المتزوجين يبحثون عن الرفيق المناسب عبر استخدام هذه المواقع.
دراسة أخرى أفادت بأن الأشخاص المتزوجين بعد تعارفهم من خلال الإنترنت أكثر سعادة من غيرهم. كما أن نسبة الطلاق لديهم تبلغ 5.7% مقابل 7.6% بين المتزوجين زواجا بالأسلوب التقليدي. الباحثون قالو إن هذه النتائج من شأنها أن تطمئن من يخافون من اللقاءات عبر الإنترنت ويعتبرونها غير لائقة لبدء علاقة زوجية تمتد لمدى العمر.
وقالت د. عزة فتحي استاذ مناهج على الاجتماع بجامعة عين شمس إن هناك ما يعرف بـ “life style” (أو أسلوب حياة) بالنسبة للشباب حاليا ومنها ارتباط الشباب بمواقع التواصل الاجتماعي التي لا يستطيع الابتعاد عنها، وخلال دخوله على هذه المواقع يجد بها مواقع للزواج فيبدأ بتصفحها وأحيانا يجد ما يناسبه بها كشريك للحياة.
وأضافت د.عزة أن هذا الموضوع به الكثير من الخطورة لأن هناك الكثير من الزيجات فشلت لأن الشخص أحيانا يضع صور مزيفة ويعطي بيانات غير بياناته وأحيانا يعقد الزواج أيضا من خلال الإنترنت وهو ما يؤدي إلى خطورة كبيرة لكن من الممكن أن تسير الأمور بسلام إذا تم التعارف وبعدها التقى الطرفان فعليا وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان للنجاح.
وأشارت د. عزة إلى أن نجاح زواج الإنترنت في أوروبا وأمريكا لا يعني نجاحه في العالم العربي لأن هناك بعض المحاذير لكن هناك زيجات نجحت، لأن هذا هو نمط الحياة الحديثة والسرعة في كل شيء مع تغير القيم حيث أصبح الشباب لا يهتم بأن يعرف كل شيء عن العريس أو العروسة.
من جانبها قالت الإعلامية التونسية، ليلى بن عطية:
إن “زواج الإنترنت أصبح تقليد جديد على المجتمعات العربية ظهرت مع ارتفاع أعداد المستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي”، مشيرة إلى أن “البعض يعتقد أن الزواج عبر الانترنت هروب من القيود المجتمعية التي كانت تحيط وتحاصر البعض خاصة المرأة التي كانت نسبة اختيار المرأة لشريكها محدودة”.
وأوضحت أن “أغلب هذه الزيجات لا تكلل بالنجاح سواء منذ البداية أو بعد الزواج لأن عددا من الأشخاص يكتشفون أن البيانات المقدمة التي سجل بها الشخص في مواقع الزواج قد تكون بعيدة كل البعد عن الواقع”، مبينة أن “التواصل عبر الانترنت لا يعكس حقيقة الشخص فلا تتضح حقيقة الأشخاص إلا من خلال الالتقاء المباشر والتعارف والحوار والمواقف”.
ولفتت إلى أن “هذه المواقع أصبحت مفروضة وموجودة ولا يمكن نكرانها بل لا بد من دراستها دراسة سيكولوجية واجتماعية لفهم هذا المنحى الذي اخذته هذه المواقع ولماذا نجحت بهذا الشكل”.
ومن بيروت قالت ريا الشرتوني، الكاتبة الصحفية:
إن فكرة الزواج عبر الإنترنت لاقت انتشارا واسعا لكن هذه الظاهرة لم تجد من يجري احصاءات حولها في العالم العربي والزواج عبر الانترنت له مساويء كثيرة حيث يوقع الشباب بالفتيات من أجل التسلية وهذا الزواج لاقى هجوما وخاصة في مصر حيث وصل الأمر الى تقديم طلبات إحاطة بشأن هذا الأمر في البرلمان المصري لكن الزواج التقليدي هو الأكثر أمنا حيث تقوم الأسر بالتعارف بشكل تقليدي.
وأضافت ريا أنه يجب التوعية الإعلامية للشباب من خلال سرد القصص الفاشلة والتذكير بأهمية وخطورة هذا النوع من الزواج، ويمكن أيضا التوعية من خلال المدارس، ولا يجب أن نتبنى الأفكار التي تأتي من أوروبا بشكل أعمى لأنها لا تتناسب مع عالمنا العربي.