يخطئ العدو الصهيوني حين يظن أنه قد اقتنص الفرصة المواتية للإستفراد بإيران شعبا وقيادة وتحييدها من ساحة الفعل والتأثير ضده بوصفها قوى اسلامية ناهضة على فترة من خوار النظام الرسمي العربي وغثائية المسلمين .
وتخطئ أنظمة العمالة والإرتهان لمصالح الأجنبي مدعومة بقوى الثورة المضادة هنا وهناك حين تعتقد أنها وجدت في المخاتل (كي لاأقول المقاتل) العبري الصديق الحميم الذي يقاتل عنها بالوكالة ويخلصها من عدو مزعوم صنعه الوهم وضخمه الجهل وصدقه سوء الظن (إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه) .
وتخطئ قوى الأمة الحية أنى تكن مشاربها،خطأ استيراتيجيا حين تعتقد أن موقفها هو موقع المحايد المتفرج على صراع عدوين تاريخيين للأمة ،الذي يتضرع إلى الله في السر أن يفني بعضهما بعضا .
يخطئ كذلك من يعتقد أن هذا التوقيت هو أنسب الأوقات للتذكير بأن ايران وعصائبها هي من كتبت بعد مشيئة الله حياة ثانية لطاغية سوريا وسفاحها بشارأوأنها هي من دعمت انقلاب الحوثي وحليفه السابق صالح في اليمن والذي كان ارحم باليمنيين من حلف ابني سلمان ونهيان وطائراته الموتورة ،بل يجب أن نستدعي الذاكرة القريبة لتتذكر وقد نسيت فيما يبدو أن ايران ودعمها المادي والعسكري التقني كان الساعد القوية والظهير الذي آزر في أحلك الأوقات قوى المقاومة في غزة لتكوين قوة ردع ذاتي خضدت من شوكة العدو المتغطرس ودفعته للتفكير ألف مرة ومرة قبل الإقدام على أي عدوان ضد أهل غزة،ايران أيضا هي من صنع من حزب الله عنوانا آخر للمقاومة والإستبسال مرغ في وحل مزارع شبعا ومارون الظهر أنوف جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لايهزم بحسب الأسطورة الإسرائيلية،قبل أن يتحول هذا الحزب في وثنية اللحظة السياسية الراهنة-في عرف البعض-إلى حزب " اللات " التي حلت معبودة في جسد النصيري .
مخطئ بل ومستغفل من يمكن أن يخامره أدنى شك في أن "نبتة العليق البرية" (اسرائيل )يمكن أن تقاتل إلا بالأصالة عن مصالحها.
واهم ومفتئت من يظن أن مفردات التجزئة والتشظي النافقة هذه الأيام (التسنن الأموي في مقابل التشيع والتمجس الصفوي،والتفرس والتتريك في مقابل العروبة أو التعرب ....).
هي من نتاج مدرستنا الفكرية أومنهاج تربيتنا السياسية أو هدي دعوتنا العرفية،هي مصطلحات تسمم الحقل الدلالي لأغلبها وحسبناها طمرت في ثنايا تاريخ الأمة الموسوم بنكأ الجراح فإذا البعض يبعثها من مرقدها وقد تمسحت بثوبي زور ماينخدع بها ويخدع إلا دعاة الفتنة الطائفية والمذهبية .
سيسطر التاريخ في أسفار لاتمحى بحروف قانية من دم أبي رغال أسماء رجال ونساء اصطفوا ولو بموقف صمت إلى جوار العدو الصهيوني حتى ولو كان في مواجهة ايران الصفوية "أليس السفيه إن لم ينه مأمور"! ؟
وهل أسفه من يهود ؟