لقد تأكدت من خلال بعض الصوتيات الواضحة المتداولة،أن ثمة شبابا من الموريتانيين، يعانون من اضطرابات عقدية عميقة،تصل لمرحلة الكفر بجلاء.و الردة حصلت بعد موته صلى الله عليه و سلم،و الوحي يومها قريب عهد بالناس،و لم يكن لها من بد و لا علاج، سوى الحروب الرادعة،التى عرفت حينها بحروب الردة.
و أما عندما نشر ولد امخطير ،بل و غيره، لم يكن من حل رادع إلا القتل احتياطا و حزما،حتى لا يترك الحبل على الغارب،لكل من دب و هب، ليقدح فى دين الله،أما اجتماع بعض العلماء و بحضور و توجيه السلطان يومها، محمد ولد عبد العزيز،لتمكينه من حريته و إطلاق سراحه و تكريمه ضمنيا،فقد مثل ذلك حدثا فارقا،بل مثل إشارة تشجيع للملحدين المختبئين المفترضين.
و ها نحن اليوم نحصد ثمرة تلك "السياسة العزيزية"،التى جاملت الاستهزاء بحرمات سيد الخلق طرا،عليه أفضل السلام و أزكى التسليم،و لم تكتمل سنة على إطلاق سراحه و تبسيط ملفه،إلا و قد حصل ما توقعنا،من خروج الردة من تحت عباءة التردد و الخوف.و ها هم اليوم يسرحون و يمرحون،فى مجموعات الواتساب،و يرددون كلام الكفر ،كفاحا صريحا،دون ذرة تخوف أو توارى!.
إن ضعف الاعتقاد من نصيب البعض و غيابه من نصيب بعض آخر،و المستهزئ بالذات الإلاهية و رسولنا صلى الله عليه و سلم ،يستتاب فإن رجع قتل حدا و يدفن فى مقابر المسلمين، و إن لم يتب يقتل كفرا و لا يدفن فى مقابر المسلمين.
و بالنسبة لمثل هذه الوساوس و الأمراض،لها مسبباتها و خلفياتها ،و لكن تجرئ أصحابها فى الظهور، لأسلوب الدولة و القضاء فى الحكم المنصرم،دور سلبي فى تلك المجاهرة الفاجرة!.
و تتبع الجهاز الأمني فى الوقت الراهن، لملف هؤلاء،أمر مبرر و استعجالي،و إلا فإن هوية الأمة فى خطر محدق،لا قدر الله.
إن الجميع أمام اختبار عسير،فلا مجال للتراخى مع الاستهزاء و التلاعب بدين الله.
فأجهزة الدولة المعنية و القضاء،جديرون بالقيام بما يلزم، لتعزيز حصون الهيبة حول قيمنا و معتقداتنا و هويتنا الإسلامية،التى تمثل عروتنا الوثقى،التى لا بديل لها و لا غنى عنها و لا سعادة و لا أمان من دونها.
هؤلاء فعلا يستحقون العزل و الحزم،حتى لا تنتقل عدواهم إلى غيرهم،و حالتهم الوبائية المعنوية أخطر من الأوبئة المادية مجتمعة،و الدولة لها الحق فى السهر على حماية ثوابت الدين و العقيدة،فهي أكثر أولوية من أي اعتبار أو مصلحة أخرى.
و لا ينفى تطبيق الحد الشرعي تجاه الردة،أهمية التوجيه و الحوار،بل تلك الدعوة إلى الله، و أبوابها لا توصد ولا تغلق،لا قدر الله.
لكن ينبغى أن ندق ناقوس الخطر،منتبهين -شعبيا و رسميا-إلى خطورة ما يحصل من حين لآخر، من ردة و فجور متكرر باستمرار،دون رادع!.