اذا كتب الله عليك ان كنت مواطنا من بلاد موريستان ” المنكب البرزخي” ، وعملت في بلاط صاحبة الجلالة فأنت محكوم عليك بالبؤس لتنضم الي بؤساء الكاتب الفرنسي فيكتور هيغو في القرن الثامن عشر الميلادي بفرنسا.
بؤس يتقاسمه سدنة الكلمة المطبوعة الحرة مع المثقفين ورواد المجتمع الذين يدفعون ضريبة الدفاع عن المبادي ويمثلون الضمير الجمعوي للأمة ، وكما يقول الكاتب الايرلندي الساخر برنارد شو” ان الالتزام يكلفنا الكثير لكن نظل مرتاحي الضمير ..”.
ورغم محاولات النخبة الثقافية والتعليمية الوطنية منذ استقلال البلاد إعطاء زخم يليق بكبرياء فرسان القلم والحرف من خلال جسور الكاتب المصري الكبير الدكتور شكري غالي فان تجربة الصحافة الوطنية في موريتانيا خاصة منذ التحرك نحو الديمقراطية لاتزال دون المأمول في ظل اكراهات بنيوية ومهنية واخلاقية جعلت الحقل الإعلامي مفتوحا و بلارقيب امام كل من هب ودب وان باستثناء قليلة ، وهو امر لم تعد مخرجاته يختلف عليها اثنان.
تمييع بلاط صاحبة الجلالة بادعياء المهنة وغياب ضوابط ومعايير محددة بمن هو صحافي. ؟
ينضاف الي ماسبق الأعطاب التي. واكبت تجربة المقاولة الصحفية الحرة السمعية والبصرية.
هذه الأمور وغيرها تتطلب اعادة تأسيس من خلال دمج المؤسسات وفرض دفتر التزامات يحدد مواصفات المؤسسة الإعلامية التي تستفيد من الدعم وطرق الصرف مع السماح لمفتشي الدولة بمتابعة تلك المؤسسات في مرحلة تجريبية .
الفاغ ولد الشيباني
صحفي -انواذيبو