للصين تاريخ طويل مع الأوبئة والكوارث الطبيعية، وهذا ما أكسب شعبها خبرة كبيرة في الاستجابة للتعامل مع الأوضاع الإستثنائية التي تنشأ مع لإعلان في كل مرة عن كارثة أو وباء، وتشير السجلات التاريخية الصينية إلى حدوث أكثر من 300 حالة وباء إببتداءا من الوباء الكبير أثناء حكم مملكة هان الغربية السنة الثانية ميلادية، وحتى جائحة اليوم التي سببها فيروس كورونا المستجد.
ورغم أن الصين كانت في كل مرة تتحكم في الأوبئة لكن المختلف هذه المرة هو السرعة والفعالية التي تمت بها محاصرة والسيطرة على نطاق واسع على الفيروس في بؤرة انتشاره إقليم هوبي وعاصمته مدينة ووهان، وذلك رغم سرعة انتقاله، وعدم دقة معرفة أشكال ذلك الانتقال بين البشر؛ وهذا ما بات يطرح سؤالًا ملحًا حول ما أشادت به منظمة الصحة العالمية قائلة: " إنها جهود الوقاية والسيطرة على الوباء الأكثر طموحا والأسرع والأكثر إيجابية في التاريخ".
وقد لخص عالم الأوبئة الصيني البارز الدكتور تشونغ نانشان مفتاح نجاح التجربة الصينية في التحكم والسيطرة على الوباء في كلمة مركبة من ثلاثة رموز صينية “四个早”أي الإسراع والتبكير في أربع، فيا ترى ما هي الأربع المنقذات المنجيات من انتشار الفيروس؟
الاكتشاف المبكر
الإبلاغ المبكر
العزل المبكر
التشخيص والعلاج المبكر
لكن ما لم يقله الخبير الصيني أن الإسراع في كل هذه الإجراءات، والتبكير في إنجازها، وبهذه الفعالية العالية ما كان ليحدث لولا الرقمنة العالية لنظم الصحة ،والوقاية، و التوعية، وحتى المالية في الصين لقد أنقذت الثورة الصناعية الرابعة الصين من كارثة حقيقية اقتصادية واجتماعية وصحية .