لا جدال في أن الحكومة الموريتانية نجحت في كسب الجولة الأولى من الصراع مع فيروس كورونا، بعد أن دفعت بفيلق عالي الكفاءة من الجيش الأبيض لعلاج المصابين في نواكشوط وكيهيدي، واتخذت حزمة إجراءات احترازية شاملة، ونشرت قوات الدرك والشرطة والحرس في شوارع المدن وعلى مختلف الطرق الحضرية.
نجحت الحكومة في إبعاد الخطر عبر معركتها الداخلية مع الفيروس، فنالت إعجاب المجتمع الدولي، وتزكية منظمة الصحة العالمية، ورضى الشعب.
لكن هذا النجاح الباهر في هذا الظرف الوجيز، وضع الكرة في مرمى الجيش الوطني، باعتباره المسؤول الأول والأخير عن حماية الحدود التي تعتبر الآن أكبر تحد يواجهه البلد خلال معركته مع فيروس كورونا.
ففي الوقت الذي باتت فيه موريتانيا خالية من الفيروس، تعتبر دول الجوار نقاطا موبوءة يسعى الكثير من مواطنيها والمقيمين فيها إلى التسلل إلى بلادنا عبر الطرق الملتوية، حيث شهد التهريب نشاطا مضاعفا خلال الأيام الأخيرة.
إن قواتنا المسلحة الباسلة قادرة على ضبط حدودنا رغم شساعتها، وذلك بعد أن تمكن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني من تجهيزها وتكوينها ورفع معنوياتها خلال العشرية الأخيرة.
وكما وثق الشع ب في قدرة الجهات المختصة على دحر المرض داخل المستشفيات وعبر التطبيق الصارم للاجراءات خلال الجولة الأولى من الصراع مع كورونا، فلديه كامل الثقة في قدرة الجيش الوطني على الانتصار في الجولة الثانية والأخيرة، والتي يدور رحاها على حدودنا مع مختلف دول نقلا عن موقع الويام الوطني.