قال عدد من السجناء السلفيين بموريتانيا إنهم رجعوا عما ابتلوا به من غلو وانحراف ابتغاء وجه الله، وندموا على مخالفة أمره، كما قرروا أن يعلنوا عن ذلك.
وقال السجناء السلفيين في بيان صحفي، إن البلد يعيش ظرفية خاصة تتطلب إصلاح ذات البين، وتكاتف الجهود، والتعاون على البر والتقوى؛ لعل الله عز وجل أن يرفع هذا البلاء الجارف، ويجير من هذا الوباء الماحق، مطالبين رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بضرورة العفو عنهم وإطلاق سراحهم ليساهموا في خدمة المجتمع وبناء الدولة والوطن العزيز، ويلتقون بآبائهم وأبنائهم بعد طول فراق، وكثير اشتياق.
نص البيان:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،
إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد …
فإننا نحن الموقعين أسفله ، سجناء ما بات يعرف ب: ” ملف السجناء السلفيين”، نجدد الكتابة لفخامتكم بطلب إعادة النظر في قضيتنا لاتخاذ قرار بالإفراج عنا .
فخامة رئيس الجمهورية: لقد قدّر الله أن تأثرنا -أيام المراهقة الفكرية- بأفكار الغلو والتطرف ، وساعد على ذلك جو التضييق والحصار للعمل الإسلامي الذي شهدته التسعينات وما بعدها ، وهو ما أدى بنا إلى جنوح وانحراف عن الجادة السوية لهذا الدين الذي ينفي عنه عدوله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .
و كانت فترة السجن التي عشناها مرحلة مهمة في حياتنا -رغم ضررها القاصر والمتعدي ، إذ شكلت فرصة لتقييم ما اعتنقنا من أفكار ، ونهجنا من رؤى ، من خلال كثير من التأمل والقراءة والمباحثة ؛ فعرفنا من أين أُوتِينا ، وأدركنا أن معرفة الحق وسلوك الصراط المستقيم تقتضي الأخذ عن العلماء الراسخين والرجوع إليهم في كل ما يعرض والاسترشاد بهم والاستنارة بآرائهم ، وخرجنا من ذلك بيقين عميق أننا كنا على خطأ في ذلك المنهج الذي يأباه ديننا وترفضه قيمنا الحضارية ، وتجرمه قوانيننا -التي هي بحمد الله مستنبطة من تشريعات هذا الدين .
وفي سياق تلك المراجعات أدركنا أن الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام ليس عملا طائشا يقوم به كل من شاء فيستهدف مستأمنا أو رجل أمن … ، بل هو حكم إلهي منطلقه حب الخير للناس ومنع الظلم ، وغايته حفظ الدين وحماية البيضة والمخاطب باتخاذ قراره أولو الأمر من العلماء والأمراء ، وأن عدم التقيد بشروطه وضوابطه يفضي إلى الفوضى والتدمير لا إلى النصر والتعمير .
وإذ أدركنا هذه الحقائق ، ورجعنا عما ابتلينا به من غلو وانحراف ابتغاء وجه الله ، وندما على مخالفة أمره قررنا أن نعلن عن ذلك ، وترجمناه فيما وجهنا إليكم من رسائل ما كنا لنوجهها لولا أنها نتيجة لقناعة راسخة ، وليست مجرد وقوع تحت إكراهات السجن ، رغم شدتها وثقلها .
ونحن إذ نعلن هذا نرجو أن نعامل بما يناسبه من عفو وصفح ، فيطلَق سراحنا، لنساهم في خدمة مجتمعنا ، وبناء دولتنا ووطننا العزيز ، ولنلتقي بآبائنا وأبنائنا بعد طول فراق ، وكثير اشتياق .
فخامة الرئيس : تعلمون أننا نعيش ظرفية خاصة ، تتطلب إصلاح ذات البين ، وتكاتف الجهود ، والتعاون على البر والتقوى ؛ لعل الله عز وجل أن يرفع عنا هذا البلاء الجارف ، ويجيرنا من هذا الوباء الماحق . وقد فطنت بعض الدول لهذا الأمر ، وأطلقت عددا كثيرا من سجنائها بمن فيهم من كان ذا سابقة في الغلو وأعمال العنف ، دون إعلان مراجعات تُذكر كما حدث في جارتنا المملكة المغربية .
وها نحن نمد الأيدي ابتغاء الصلح والصفح ، ونسأل الله أن يوفقكم لتحقيق ذلك ، وأن يجعلكم مفاتيح للخير مغاليق للشر ، ونذكركم ونبشركم بقول النبي صلى الله عليه: ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة”.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الموقعون:
محمد اشريف ولد سيد محمد
محمد ول أحمد الملقب محمد خالد
حمزة ول محمد
الشيخ ول أمهابة
محمدن ول صنبة
عبد الرحمن ول أرده
محمد محمود ول سيدن ول بله
باب الناج ول أحمد
يوسف شريف كاليسا
محمد لمين ولد امباله
سيدي ولد سيدن
أحمد كوري ولد خي
محمد الحافظ ولد الشيخ
التقي ولد يوسف
الحضرامي ولد اسويدي
محمد ولد شبرنو
سيدي محمد ولد اعل لصفر
سيدي محمد ولد بزيد
محمد ولد عبد
سيدي ولد الفاه
الحسين النجار
سيدي محمد ولد الحاج
الأربعاء 22-4-2020