كد الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، رئيس «مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي»، أن دولة الإمارات هي بيت التسامح المفتوح للإنسانية، فمنها انطلقت في الآونة الأخيرة مبادرات عدة تدعم حوار الحضارات، وتعزز السلم على أساس الأخوة الإنسانية على مستوى العالم؛ مثل: «وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي يعمل «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» على تطويرها، والانتقال بها إلى مستوى «ميثاق التآخي الإنساني»؛ بمشاركة ممثلي الأديان الإبراهيمية في العالم، خلال الملتقى السنوي السادس للمنتدى، الذي يُعقد مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل في أبوظبي، مشيراً إلى أن ما قام به المنتدى في ملتقاه السنوي الخامس، لجهة إطلاق حلف الفضول العالمي الجديد للتحالف بين الأديان الكبرى حول العالم، كان بالتعاون مع ممثلي الأديان الإبراهيمية في الولايات المتحدة، الذين سنعمل معهم لإطلاق ميثاق حلف الفضول، خلال ملتقى المنتدى المقبل.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في فندق سانت ريجيس بأبوظبي، لدى استقبال ابن بيه، أمس، ميغل أنخل موراتينوس الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي يزور الدولة خلال يومي 3و4 يوليو/تموز الجاري؛ بهدف الاستئناس بالرؤية الإماراتية في حماية ورعاية التعددية الدينية، والتزود بمشورة الشيخ عبد الله بن بيه في هذا الشأن؛ تمهيداً لوضع «خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية في العالم»، التي يُعدها موراتينوس، ويعتزم عرضها على الأمين العام للأمم المتحدة في نهاية الشهر الجاري.
وتداول الجانبان الآراء حول وضع تصور دولي يكرس حماية المواقع الدينية؛ حيث عرض موراتينوس جملة من المبادرات تقدمت بها دول عدة في هذا الصدد، فأوصى الشيخ عبد الله بن بيه بضرورة التوافق الدولي حول هذا الموضوع، مطالباً الأمم المتحدة بتخصيص يوم عالمي تتركز به الأنشطة الثقافية، الدينية والسياسية؛ لحماية دور العبادة من العبث والتطرف أو الإرهاب في كل الظروف والأحوال.
وتوجه موراتيونس بالشكر لدولة الإمارات بلد التسامح بحق، كما أراده مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي عرفه جيداً؛ عندما كان وزيراً للخارجية في بلاده.
وثمّن عالياً ما سماها النصائح التي قدمها له الشيخ عبد الله بن بيه، مؤكداً أنها تلعب دوراً حاسماً في تعزيز الخطة الدولية؛ لحماية المواقع الدينية.
وأكد موراتينوس ضرورة التواصل وتعزيز التعاون مع الشيخ عبد الله بن بيه ومنتدى تعزيز السلم؛ من أجل توصيل هذا الصوت الإنساني، الذي يمثل الإسلام بأرقى تجلياته الأخلاقية والدينية إلى المجتمعات وصنّاع القرار في الأوساط الغربية؛ لتبديد أوهام «الإسلامفوبيا»، والتأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات، قائمة على التفاهم والحوار.
وأطلع ابن بيه موراتينوس على استراتيجية دولة الإمارات في رعاية التعددية الثقافية على أراضيها، ومن ضمنها، خطة رعاية المراكز الدينية، ومساندة الدولة الدائمة في بناء دور العبادة وحمايتها؛ لمختلف الأديان، المكرسة بقانون تجريم ازدراء الأديان، الذي أصدرته دولة الإمارات قبل بضع سنوات.
وقال ميغل موراتينوس، في تصريحات صحفية، إن دور دولة الإمارات، ومبادراتها مثال يحتذى به في السلم والتعايش؛ حيث سيتم تضمين تلك المبادرات، استراتيجية الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن العالم بحاجة ماسة إلى دول كالإمارات، ويجب التعلم والاستفادة من تجربتها في تعزيز السلام والتسامح والتعايش السلمي مع الأخذ في الاعتبار أنها خصصت عام 2019 «عاماً التسامح». - See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/7a0a3e29-a3c5-4d0d-9d38-e8feaba93...