رحلتي الي اوكار وارض ارقيطة امحمد بن انقيه

أربعاء, 06/17/2020 - 08:21

لقد عزمت بعد تفكير طويل على زيارة إلى مدفن والدي في منطقة تعتبر خط التماس بين أربع ولايات: آدرار، تكانت، لبراكنة، اترارزة.. وبدأت الرحلة من نواكشوط إلى مقاطعة مقطع لحجار صحبة صديق لي

 من مقاطعة مقطع لحجار وأبناء عمومتي حيث توجهنا باكرا من مقاطعة مقطع لحجار على خط تكانت وانعرجنا من عند بلدة لتفتار شمالا،

وخضنا كثبانا رملية هي أصعب ما واجهت ورأيت في حياتي، وبعد مسير بسيارتنا رباعية الدفع أخذ منا التعب مأخذا كبيرا مررنا ببعض نقاط المياه يملكها رجل الأعمال والمحسن محمد ولد السالك وبعد يوم طويل من السفر في الصحراء لا أقول قاحلة وإنما وعرة ومعشوشبة، وصلنا إلى المكان الذي يسمى "تمسوميت" وهي تبلغ من "لتفتار" 130 كلم شمالا، وصلنا ذلك المكان الرابعة والنصف وأدينا "الزيارة" للبلدة الآنفة الذكر وكانت مركزا إداريا في السبعينات وأصبحت الآن لا ماء فيها باستثناء نقطة ماء هي التي أغاثتنا لمالكها الشريف المحسن محمد ولد السالك، وعندما وصلت هذا المكان تذكرت أيام الفتوة والصغر حيث كانت في هذا المكان العديد من الخيام والأنعام الإبل والغنم والماعز إلخ..

وأصبح الآن هذا المكان يرثى له حيث هذه الساكنة لا ترى منها أي إنسان مما جعلني أكتب هذه الأسطر لتنبيه الرأي العام والسلطات المعنية من أجل إنشاء نقاط مياه حيث تعتبر هذه المنطقة من أحسن المناطق الموريتانية مناظرا.

وبعد يومين عدنا مع طريقنا سالمين لله الحمد وتعطلت سيارتنا رباعية الدفع في منتصف الطريق عند الكلم 50 وأخذ منا التعب مأخذا وتركنا السيارة وذهبنا سيرا على الأقدام حتى نقطة الماء الأقرب لنا بعد 20  كلم حيث كانت شبكة الاتصال متوفرة هناك، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن أين السلطات العمومية وأين دورها في هذه المنطقة حيث يجب أن تنشئ نقاط مياه هناك حيث لا يمكن أن تسكنها إلا قطعان الإبل السائبة (الهمال) والأرانب.. إلخ

 

 

ولا أنسى ولن أنسى هذه الرحلة كما لن أنسى سيدي المختار الذي اصطحبني في هذه الرحلة وأخذ منه التعب وأبناء عمومتي الاثنين اعل ولد ببوط ومحمد السالك ولد البي.

 محمد ولد انقيه