"الأقوياء يسافرون إلى حيث يشاؤون والضعفاء ممنوعون من السفر بحجة كورونا.. والأقوياء تخدمهم الإدارات العمومية والضعفاء تغلق الإدارات في وجوههم بحجة كورونا"
فخامة الرئيس
ثقتي فيكم دفعتني إلى الكتابة لكم بما يلي:
لقد استجدت حقائق كثيرة عن فيروس كورونا نحملها في ما يلي:
- أنه لم يوجد أي دليل على أن الحر يقضي على فيروس كورونا خلافا لما كان متوقعا على أساس شبهه بأمثاله من الفيروسات التي تموت عند درجة 32%..
- أن الفيروس مع ذلك أضعف تأثيرًا في المناطق الحارة كإفريقيا وآسيا وفي الأزمنة الحارة كالصيف منه في المناطق الباردة والأزمنة الباردة، ولذلك فهو الآن أشد فتكا في دول آمريكا الجنوبية التي تمر بمرحلة شتاء منها بباقي العالم..
- أنه لم يوجد حتى الآن دليل على أن الفيروس سيختفي كليًا قريبًا، فلذلك العلماء يطرحون احتمال أن يظل الفيروس يراوح مكانه أو يعاود لأشهر أو لسنوات قادمة..
- أن الخبراء حتى الآن مجمعون على ألا حل جذريا للفيروس إلا باكتشاف دواء أو لقاح، وهو ما قد يتطلب وقتا كثيرا أو باكتساب المناعة الجماعية المعبر عنها بمناعة القطيع، وهي حسب خبير فرنسي اليوم على إذاعة فرنسا الدولية تعني إصابة 50% من المجتمع لأن واحدًا من كل اثنين إذا كان حاملًا لمضادات الفيروس تتقطع سلسلة انتشار الفيروس وينتهي.
-أنه بالنسبة لموريتانيا وحسب نشرة وزارة الصحة أول أمس (21 يونيو) فإن عدد حالات كورونا المسجلة النشطة 2062 حالة منها فقط 11 حالة خطيرة والباقي موزع على 1810 حالات بدون أعراض و241 حالة بأعراض بسيطة، علمًا أن بعض الخبراء يتوقعون أن يكون انتشار كورونا في بلادنا بدون أعراض أو بأعراض بسيطة أكثر بكثير من الإحصائيات المعلنة بسبب محدودية الفحوص، وهذا يعني ولله تعالى الحمد والمنة محدودية تأثير الفيروس علينا في فترة الحر هذه..
طبعا هناك مستوى لا بأس به من الوفيات الحاملة لكورونا لكن ليس لدينا أي تمييز بين ما سببه منها فعلا كورونا وما سببه أمراض أخرى خطيرة أو مزمنة..
والسؤال الجوهري الذي يطرح نفسه فخامة الرئيس الآن هو:أي الخيارين يجب أن نعتمد إزاء هذه الوضعية؟
- هل هو خيار أن نظل نواصل الإغلاق وحظر التجول فننهك اقتصادنا ونشرذم مجتمعنا ونعطل تعليمه وصحته وإدارته وأعماله الحرة المختلفة، مع أن هذا كما ظهر وإن أبطأ انتشار الفيروس فإنه لا يوقفه، لأن مجتمعنا يختلف عن المجتمعات العالمية التي هي مجتمعات فردية اقتصاديًا واجتماعيا يمكن الحد من علاقاتها وتواصلها، فنحن مجتمع جماعي يعتمد على المجموعة في اقتصاده وعلاقاته الاجتماعية، ولذلك لم نستطع أن نوقف التسلل ولا التراخيص وكل ما هو حاصل اليوم أن الأقوياء يسافرون إلى حيث يشاؤون والضعفاء ممنوعون من السفر بحجة كورونا، والأقوياء تخدمهم الإدارات والضعفاء تغلق الإدارات في وجوههم بحجة كورونا وهذا يا فخامة الرئيس أمر شاهدته بنفسي..؟ وقد يؤدي يوما ما إلى فقدان سيطرة الضعفاء المحرومين من أبسط حركة أو مصلحة إدارية على أنفسهم وإحداثهم لبلبلة غير مبرمجة..
- أو هو خيار أن نفتح المدن ونرفع حظر التجول ونسمح للمواطنين بممارسة حرياتهم وإطلاق نشاطاتهم الاقتصادية، ونكتفي بإغلاق الحدود والتركيز على فرض ما أمكن من منع التجمعات الكبيرة ومن فرض الكمامات والتباعد الاجتماعي، والتحسيس بأهمية عزل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، ومن تظهر عليه الإصابة بكورونا سعيًا إلى ضبط وتيرة انتشار الوباء حتى يرتفع عن بلادنا أو نصل إلى مناعة القطيع قبل الشتاء القادم لأن الشتاء من عوامل تقوية تأثيره المحدود الآن ولله تعالى الحمد والمنة..
فخامة الرئيس
هذا هو الوضع والخيار الأمثل موكول إليكم ونحن نثق فيكم وفي بصيرتكم
ودمتم..
الحسين ولد محنض